أكد الاستاذ حبيب دواغي رئيس مصلحة الامراض التنفسية و الحساسية العيادية بالمستشفى الجامعي حسان اسعد لبني مسوس على أن تطبيق القوانين المضادة للتدخين مسألة ثقافية مرتبطة بالزمن وأوضح الاستاذ دواغي عشية الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف 31 ماي من كل سنة أن الجزائر أعدت مجموعة من القوانين المضادة للتدخين كما تأتي في مقدمة الدول الإفريقية التي صادقت على الاتفاقية إطار للمنظمة العالمية للصحة لمكافحة التدخين و"لكن تطبيق هذه القوانين مسألة ثقافية مرتبطة بالوقت" وأكد نفس المتحدث ان الإرادة السياسية لمكافحة التدخين متوفرة مضيفا بأن الدول المتقدمة وضعت حيزا من الوقت لتطبق هذه القوانين سواء تعلق الأمر بالأماكن العمومية أو بالمؤسسات وتهدف القوانين المكافحة للتدخين التي سنتها الجزائر حسب الاستاذ دواغي- الى تحفيز المدخن على الإقلاع عن التدخين وحماية غير المدخنين وأشار إلى ان الجوانب التحسيسية والتوعية حول آفة التدخين بجميع مراحلها لم تنل حقها بعد سواء كان ذلك بالأوساط المدرسية أو المؤسساتية أو حتى البيئية منها. وحث على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية على المدى القريب يرافقها مخططا لمكافحة التدخين على مدار السنة يكون مدعما بالوسائل الضرورية من إشهار ومطويات وتربية صحية حول مخاطر هذه الآفة. ويرى الاستاذ دواغي إسناد مهمة التحسيس من مخاطر التدخين والإقلاع عنه الى مختلف وسائل الإعلام وكذا المساجد خلال خطب الجمعة بالإضافة الى الأدوار التي يقوم بها المربي والأستاذ بالمدرسة والطبيب بالمرافق الصحية وأشار نفس المختص الى اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين والتي يرى فيها "إطار بدون مضمون" لأنها لم يتم تعزيزها بالوسائل المادية المرافقة لهذه السياسة والتي تسمح لها بممارسة مهامها وتطبيق الأهداف التي أنشئت من أجلها وأرجعت المنظمة العالمية للصحة -حسب الاستاذ دواغي - فشل تطبيق القوانين المضادة للتدخين بدول العالم الثالث الى عدم اقتناع ساسة هذه البلدان بالفكرة من أجل وضع إستراتيجية وطنية بها لمكافحة هذه الظاهرة السلبية التي أضحت تفتك بمجتمعاتها. و يرى الاستاذ دواغي أن أحسن وسيلة للتصدي للشركات المتعددة الجنسيات التي حولت نشاطاتها من الدول المتقدمة التي وضعت قوانين صارمة تقمع التدخين الى الدول الإفريقية والصين التي لازالت لم تتفطن بعد الى التصدي لهذه الآفة الخطيرة هي تنسيق كل جهود الدول والمجتمع المدني وعلى السلطات العمومية لدول القارة الإفريقية كما ذكر نفس المتحدث أن تعلم بأن التكاليف غير المباشرة والمخاطر الناجمة عن التدخين أكثر بكثير من الضرائب التي تجنيها من التبغ. للإشارة اختارت المنظمة العالمية للصحة الاحتفاء باليوم العالمي لهذه السنة الاهتمام بالتدخين عند المرأة نظرا للارتفاع الخطير لهذه الآفة عند العنصر النسوي ولاسيما بدول العالم الثالث. و يشكل التدخين خطورة كبيرة على المرأة أكثر من الرجل بحكم طبيعتها الهرمونية كما أنه بمثابة "القنبلة " إذا كانت المرأة في سن الإنجاب وجمعت بينه وبين حبوب منع الحمل. ويتسبب التدخين في الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 90 بالمائة لدى الرجل في العالم نسبة 10 من بينهم غير مدخنين ولكنهم عرضة لآفة التدخين.