لا حديث في الشارع العاصمي منذ قرابة الأسبوعين إلا عن مواجهة الغد المرتقبة بين المنتخب الوطني ونظيره المصري برسم الجولة الثانية من التصفيات المزدوجة من كأسي العالم وإفريقيا 2010 بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة• فالكل يتهافت على أقمصة عناصر الخضر فيما عرفت محلات بيع الأشرطة إقبالا قياسيا للأنصار• فالمتجول في شوارع العاصمة يلاحظ حركة غير عادية إذ الكل يتحدث عن موعد 7 جوان الهام والساخن والمثير، والألوان الوطنية تزين بعض المحلات التجارية وصور كريم زياني، عنتر يحيى، رفيق جبور عبد القادر غزال ''دايرة حالة'' والكل يتهافت عليها لا سيما الشبان الذين يقسمون بفوز جديد للمنتخب الوطني على الفراعنة بالنتيجة والأداء رغم صعوبة المهمة، مبدين كامل استعدادهم للتنقل بقوة غدا إلى البليدة لمساندة تشكيلة ''الشيخ'' سعدان رغم نفاد التذاكر التي بدأ بيعها الثلاثاء الفارط• قميص زياني الأكثر اقتناء لدى حديثنا مع بعض باعة الألبسة الرياضية وكذا المتواجدين على أرصفة الطرق، أكدوا لنا أنهم سجلوا إقبالا كبيرا ومنقطع النظير على أقمصة المنتخب الوطني في الأيام القليلة الفارطة بالنظر للحدث الكبير• ويقول طارق وهو صاحب محل بشارع ديدوش مراد ''لم يسبق لي وأن بعت عددا كبيرا وهائلا من الأقمصة في ظرف قياسي• حمى مباراة مصر لا نظير لها، وقد جلبت المئات من الأقمصة سواء باللون الأخضر أو باللون الأبيض ولم يبق عندي سوى القليل• والذي تعجبت منه أن الكل طلب قميص وسط ميدان أولمبيك مرسيليا كريم زياني رقم 15 وبدرجة أقل عنتر يحيى صاحب الرقم 4 الذي كان يتهافت عليه الجنس اللطيف بكثرة ولم أفهم السبب ربما لإعجاب النساء به!''• فيما ''يختص'' جمال بساحة الشهداء في بيع الرايات، وقد وجدنا عنده رايات من مختلف الأحجام والأشكال، من الصغيرة إلى العملاقة، كتب عليها ''تحيا الجزائر'' أو ''وان تو ثري فيفا لا لجيري'' إلى ''كلنا معاك يا سعدان'' و''مونديال 2010 بجنوب إفريقيا غايتنا''، بأسعار معقولة بعض الشيء، ''نحن نبيع وفق الطلب المتزايد، على كل له علاقة مباشرة بالمباراة، وتذكرت شخصيا عامي 2006 و2007 حين شهد ملعب 5 جويلية نهائيي كأس الجمهورية بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة• أغاني المنتخب الوطني في كل مكان الملفت للانتباه في نفس السياق هي الألبومات العديدة التي طرحت في السوق في الآونة الأخيرة والتي تتغنى بالمنتخب الوطني، على غرار الثنائي الشاب توفيق وحسيبة عمروش وكذا فرقة لندن وكذا فرقة ''لاكامورا''، على إيقاع ''معاك يا سعدان''، في كل مكان وعلى مختلف القنوات الإذاعية من البهجة إلى القناة الأولى إلى الثالثة وحتى الثانية وأيضا التلفزة الوطنية، حيث شاهد الجميع آخر الكليبات، إنها ''حمى المواجهة'' الساخنة التي تنتظرها الجماهير الجزائرية بشغف كبير• التذاكر بلغت 3000 و2000 دج في السوق السوداء الهاجس الأكبر للجمهور هو ارتفاع أسعار التذاكر في السوق السوداء لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين لم يقتنوها بعد، حيث بلغت 2000 دج للمدرجات غير المغطاة و3000 دج للمدرجات المغطاة رغم أن سعرها الحقيقي هو 1000 و2000 دج على التوالي، وهذا بعد مرور أيام معدودة فقط على طرحها للبيع بملعب مطصفى تشاكر• ورغم ذلك الكل مستعد للتضحية من أجل المنتخب الوطني، علما أن المواجهة ستجرى بشبابيك مغلقة، فيما نصبت مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة شاشتين عملاقتين لمتابعة الحدث على المباشر•