عكس أمنيات الجماهير الجزائرية لم يوفق المنتخب الجزائري في إفتكاك تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا بعد انهزامه أمس ضد المنتخب الأمريكي بنتيجة هدف مقابل لا شيء، في مباراة كان بإمكان ''الخضر'' تحقيق أحسن من ذلك لولا الأخطاء التكتيكية للناخب الوطني مرة أخرى بإعادته لنفس سيناريو مواجهة سلوفينيا الأولى. المرحلة الأولى من هذه المواجهة كانت متكافئة إلى حد بعيد بين المنتخبين مع تسجيل بداية قوية للخضر عن طريق محاولات خطيرة جدا على مرمى الأمريكان كانت بدايتها بقذفة مطمور في الدقيقة الأولى من عمر المباراة والتي مرت فوق إطار مرمى المنتخب الأمريكي، لتكون اللقطة الأخطر في الدقيقة الخامسة بعد توزيعة محكمة من بوڤرة باتجاه جبور وجها لوجه مع الحارس الأمريكي لكن كرته صدتها العارضة الأفقية للحارس تيم هاوارد، لقطة حركت الآلة الهجومية للمنتخب الأمريكي حيث سجلنا أول محاولة عن طريق الخطير غوميز في الدقيقة السادسة تصدى لها الحارس رايس مبولحي ببراعة كبيرة ليكون الرد من جبور مرة أخرى في الدقيقة التاسعة لكن قذفته لم تكن مركزة ومرت جانبية عن إطار مرمى المنافس، لينخفض اللعب من جانب الآلة الجزائرية ما سمح للأمريكان من صنع عدة محاولات خطيرة على مرمى المنتخب الوطني أبرزها مقصية غوميز والتي مرت فوق إطار مرمى رايس مبولحي في الدقيقة 16 مع تسجيل لقطة خطيرة في الدقيقة 20 من جانب المهاجم دامبسي الذي تمكن من الوصول إلى الشباك لكن الحكم البلجيكي رفض الهدف بحجة التسلسل، ليتواصل اللعب بصفة مفتوحة بين الجانبين مع تسجيل محاولات متبادلة لكلا الطرفين أبرزها رأسية جبور في الدقيقة 24 والتي مرت جانبية إضافة إلى التصدي البارع من مبولحي في الدقيقة 34 لقذفة غوميز مع تسجيل محاولة خطيرة للمنتخب الأمريكي في الدقيقة 36 عن طريق آلتيدور والذي لم يوفق في إسكان الكرة شباك الخضر التي كانت فارغة. المرحلة الثانية من هذه المباراة كانت أقل مستوى ومتعة من سابقتها خاصة من طرف النخبة الوطنية التي انخفض مستواها وتراجعت تلقائيا إلى الخلف ما جعل الحارس مبولحي يتحمل هو والدفاع عبء المباراة كانت بدايتها مع الهجوم المعاكس في الدقيقة 56 الذي قاده دامبسي الذي توغل في دفاع الخضر لكن قذفته صدها القائم الأيسر لمرمى الخضر ليكون الرد من جانب الخضر في الدقيقة 58 عن طريق يبدة لكن قذفته لم تكن مركزة ليتألق مبولحي مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما تصدى ببراعة كبيرة لرأسية آلتيدور، ليضيع بعد ذلك زياني أخطر فرصة في المباراة في الدقيقة 69 عندما خرج وجها لوجه مع حارس المنتخب الأمريكي لكن كرته لم تكن مركزة ومرت جانبية عن إطار مرمى الحارس هاوارد. وبينما كان الجميع ينتظر تغييرات في المستوى من طرف الناخب الوطني رابح سعدان بإقحام خاصة الثنائي عبدون وبودبوز جاءت التغييرات عكس ذلك وتم إقحام كل من صايفي وغزال إضافة إلى قديورة وهو ما لم يقدم الإضافة للقاطرة الأمامية للخضر ما جعل الضغط كبيرا من جانب الأمريكيين الذين توصلوا إلى شباك الحارس مبولحي في الدقيقة 91 من عمر المباراة حمل توقيع دونوفان مانحا التأهل لمنتخب بلاده رفقة المنتخب الإنجليزي. أكد أنه نادم على تضييع نقاط سلوفينيا...سعدان يصرح: ''الحظ لم يكن إلى جانبنا رغم أننا غامرنا ..؟'' قال الناخب الوطني رابح سعدان أن الهزيمة التي تلقاها المنتخب الوطني على يد نظيره الأمريكي في مباراة الأمس، كان سببها الحظ الذي لم يكن إلى جانب الخضر رغم أنه غامر في الهجوم عكس المبارتين السابقتين وأضاف: ''لقد قدمنا مباراة كبيرة أمام منتخب عملاق صعب كثيرا من مهمتنا، ويتمتع بطاقة بدنية كبيرة استطاع بموجبها أن يكمل المباراة بنفس القدرة التي بدأها بها، وتمكن من تسجيل هدف التأهل في الوقت بدل الضائع''، وقال أيضا:''هذه هي كرة القدم فيها فائز ومنهزم ونحن نتقبل الهزيمة، أعتقد أننا خرجنا بعدة نقاط ايجابية من هذه المنافسة والمهم أننا كسبنا فريقا قادرا على تمثيل الجزائر لعشر سنوات أخرى ''ولم يخف مدرب الخضر ندمه على تضييع نقاط مباراة سلوفينيا التي كانت في الأساس مفتاح التأهل إلى الدور الثاني في ثالث مشاركة للمنتخب الجزائري في المونديال، بحيث قال بصريح العبارة :''ندمت كثيرا على تضييعي لنقاط مباراة سلوفينيا التي كانت في متناولنا ولكني للأسف لم أعرف كيف أسيرها ولم أغامر كثيرا في الهجوم''، ورغم اعتراف الشيخ سعدان بأخطائه هذه المرة في المباراة الأولى من المونديال إلا أنه اقترف الأخطاء نفسها في مباراة الأمس أمام أمريكا، وضيع حلم 300 مليون عربي عندما أخرج المهاجم جبور وعوضه بمهاجم آخر غزال، ليؤكد مرة أخرى أنه مدرب يفضل الدفاع عن الهجوم وتسجيل الأهداف بدليل أنه يخشى المغامرة بإقحام مهاجمين أو ثلاثة. يكون قد تحدّث أمس مع روراوة سعدان يعلن عن استقالته رسميا اليوم بعدما كان في كل مرة يؤجل الإعلان عن مستقبله مع المنتخب الوطني، من المنتظر أن يعلن الناخب الوطني رابح سعدان عن انسحابه النهائي والرّسمي من على رأس الطاقم الفني للخضر اليوم بعد أن قاده إلى احتلال المرتبة الرابعة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية والتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه ورغم أن هذا القرار كان منتظرا، إلا أن النتائج التي حققها الخضر في المونديال من أهم الأسباب التي جعلته يتخذ قراره هذا، إضافة إلى الإنشقاقات التي حدثت بين اللاعبين قبل انطلاق العرس الكروي العالمي، ويكون سعدان قد تحدث أمس إلى رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة وأعلمه بقراره النهائي، و سيباشر الأخير في البحث عن مدرب يخلف سعدان في المنتخب الوطني، من أجل قيادته في المباريات التصفوية لكأس إفريقيا المزمع انطلاقها شهر سبتمبر المقبل. وكان المدرب سعدان قد تلقى عدة انتقادات، سواء من داخل الوطن أو خارجه، بسبب انتهاجه لخطة دفاعية ولا يغامر بالهجوم، وهو ما جعل المنتخب الوطني لا يسجل أهدافا منذ أكثر من عشر مباريات، و يخرج من المونديال بنقطة واحدة وبدون أن يسجل أي هدف!