رفض المساجين الجزائريون الستة ، الذين تم إطلاق سراحهم من سجن غوانتنامو المتواجد على الأراضي الكوبية العودة إلى الجزائر، وهو الإجراء الذي كانت الحكومة الأمريكية، تنوي القيام به في أقرب الآجال بعد الإفراج عنهم، على الرّغم من أن هذه الأخيرة خيرت هؤلاء بين الرحيل إلى بلدهم الأصلي أو البقاء في سجن غوانتنامو وهو الخيار الذي رجّحه هؤلاء حسب ما نقله محاميهم. وحقّقت الإدارة الأمريكية انتصارا عندما ألغت المحكمة الفدرالية أول محاكمة، التي منعت الحكومة من ترحيل أي سجين من المساجين الجزائريين الستة المتواجدين في غوانتنامو في الوقت الحالي، كما شهدت آخر محاكمة لأحد المساجين والمسمّى فرحي السعيد البالغ من العمر 49 سنة، الذي دافع عن وضعيته الحالية، بتقديمه للعديد من الأدلة التي تبرّر رفضه للرّحيل إلى الجزائر، حيث أثار خلال مرافعته خوفه من التعرض إلى الترهيب أو الضغط من الجماعات الإرهابية الناشطة في الجزائر، في حالة رفضه الإنضمام إليها، وهي الدّلائل التي نظرت فيها المحكمة الأمريكية، بتفحص كبير دون طلب مشورة محكمة الإستئناف. ومن جهة أخرى؛ قدم مسؤولون في الإدارة الأمريكية شروحات تتعلق بوضعية المساجين الجزائريين العشر، الذين تم ترحيلهم قبلا إلى الجزائر، في ذات الإطار، والذين أوضح تقرير الإدارة الأمريكية أنهم لم يتعرضوا لأي اضطهاد أو ملاحقات أو معاملات غير إنسانية في البلد.وفي ذات السياق؛ صرح أحد المسؤولين الأمريكيين أن إدارة بلده رفضت ترحيل المساجين المفرج عنهم إلى بعض البلدان مثل الصين، ليبيا، سوريا و أوزباكستان، وهي الدّول التي تعتقد الإدارة الأمريكية أن هؤلاء سيتعرضون لدى عودتهم إليها إلى الترهيب أو سوء المعاملة.