اهتزت بلدية بني عيسى التابعة لدائرة بني دوالة، التي تبعد عن عاصمة ولاية تيزي وزو بحوالي 20 كيلومترا فجر أمس، على وقع اعتداء إرهابي، إثر تنفيذ عملية انتحارية بواسطة مركبة من نوع ''مازدا''، استهدفت مبنى البلدية المحاذي لمقر الدرك الوطني، أسفر عن استشهاد الحارس الليلي للبلدية وإصابة 10 دركيين بجروح متفاوتة الخطورة. وكشفت مصادر مطلعة ل''النهار''؛ أن الإنتحاري نفذ عمليته الإنتحارية في حدود الساعة الرابعة إلا عشرين دقيقة، بواسطة مركبة، مستهدفا مبنى بلدية بني عيسي، المحاذي لمقر الدرك الوطني، وهو الإعتداء الذي أسفر عن استشهاد الحارس الليلي بالبلدية، المدعو سليمان شريك البالغ من العمر 38 سنة، أعزب يقطن بقرية تبرقوقت الواقعة بنفس المنطقة، فيما تم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي محمد نذير بعاصمة الولاية، وأصيب 10 دركيين بجروح متفاوتة الخطورة، مضيفة بأنّه تم العثور على ساقي الإنتحاري، أمعائه وأصبعين من يده، التي تم تحويلها إلى مصلحة حفظ الجثث، في حين لم يتم العثور على رأسه. في الوقت الذي أشارت أن مقر الدرك الوطني قد تم استلامه رسميا في 27 أكتوبر الماضي، بعد أن كان تابعا في السابق للبلدية. ''النهار'' تنقلت إلى عين المكان، أين وقعت الحادثة في حدود الساعة السابعة صباحا، بحيث وقفنا على الإنهيار الكلي لمقر البلدية المكون من ثلاثة طوابق، إلى جانب تحطّم سيارة من نوع ''206'' و شاحنتين من نوع سوناكوم، بالإضافة إلى شاحنة ذات صهريج وجراران كانوا مركونين بداخل حظيرة البلدية، فيما وقفنا أيضا على الإنهيار الجزئي لمقر الدرك الوطني المكون من طابق واحد، بالإضافة إلى تضرّر ما لا يقل عن ثلاثة مركبات من نوع''تويوتا'' ومدرعين. وتقول الشّهادات التي نقلتها ''النهار'' عن بعض سكان الحي، بأن الإنتحاري الذي كان على متن سيارة من نوع ''مازدا'' مغطاة، قد توجه مباشرة إلى المدخل الخلفي لمقر البلدية، وهو المدخل المشترك مع مقر الدرك الوطني، كون الباب الرئيسي للبلدية يعد صغيرا، و عليه فإن الإنتحاري فضّل مفاجأتهم من الباب الخلفي، في الوقت الذي تم تسجيل أيضا تضرر البنايات والمحلات التجارية الواقعة بالقرب من البلدية، إلى جانب تضرر كل من مفرزة للحرس البلدي، عيادة طبية وكذا مركز للبريد. واقتربت ''النهار'' من أحد الدركيين الذي أصيب هو الآخر بجروح على مستوى يديه، بحيث أكد لنا بأن جميع زملائه كانوا نائمين لحظة وقوع العملية الإنتحارية، بالمقابل فقد صرح لنا المدعو محمد آكلي البالغ من العمر 43 سنة والذي يشتغل كحارس بالبلدية في الفترة الصباحية، بأنّه قد نجا من الموت بأعجوبة، لأنّه في السابق كان مكلفا بحراسة البلدية، فراح يسرد لنا خصال زميله الشهيد الذي لم يسبق له أن أساء لزميل من زملائه، رغم أنه كان تحت الصدمة، بحيث أكدّ لنا بأن زميله كان في عطلة والتحق فقط منذ أسبوع بعمله، ليتدخل بعدها شقيق محدثنا البالغ من العمر 32 سنة، والذي كشف في حديثه بأنّه استيقظ على دوي انفجار قوي، معتقدا بأن قارورة غاز قد انفجرت، غير أنّه وبعد مرور 10 دقائق على الإنفجار حتى مرت بالقرب من منزله شاحنة صغيرة تسير بسرعة فائقة، معتقدا أنّه لا يمكن لأشخاص عاديين أن يمروا في تلك الساعة، إلا إذا كانوا إرهابيين قاموا بمرافقة الإنتحاري لتصوير الإعتداء. ''النهار'' في بيت عائلة بايك الواقع بمحاذاة مقر الدرك الوطني ..نجونا بأعجوبة من الموت وتنقلت ''النهار'' إلى فيلا عائلة بايك المكونة من 3 طوابق والواقعة بمحاذاة مقر البلدية والدرك الوطني، بحيث شاهدنا انهيارها الجزئي، ولحسن حظهم بأنّه لم يتم تسجيل أية ضحايا باستثناء تدهور الحالة النفسية لأفراد العائلة، في حين صرحت لنا السيدة شابحة التي تعد أما لأربعة أبناء، بأنّها لم تستوعب ما وقع لهم أمس حين راحت تبحث عن أبنائها، لتتأكد من أنهم لم يصبهم أي مكروه، مؤكدة بأنّها قد رأت بعينها كيف كان رجال الأمن يقومون بجمع أشلاء الضحايا المتناثرة هنا وهناك. ليضيف زوجها قائلا:'' لقد فقدت النطق حين وقع الحادث ولم أسترجعه، إلا بعد أن تأكدت من سلامة كافة أبنائي، منزلي قد انهار جزئيا وكل شيء قد تبخر، لكن لا يهم المهم أننا نجونا من الموت''. وأما خالتهم فقد أكدت في تصريحها بأن سكان الحي قد أرسلوا عدة مرات تقارير وعدة شكاوى للبلدية والسلطات المحلية، تضمنت معارضتهم الشديدة إنجاز مقر للدرك الوطني وسط المدينة، غير أن شكاويهم -تضيف محدثتنا- لم يتم أخذها بعين الإعتبار. العملية نفذتها سرية بني دوالة المنضوية تحت لواء ''كتيبة النور'' وبخصوص السيارة المفخخة، فقد أكدت مصادرنا بأنّها كانت معبئة بحوالي 100 كيلوغرام من ''التي.أن.تي''، التي تمت تعبئتها حسب مصادر ''النهار'' بمحيط المنزل العائلي لأمير سرية بني دوالة المدعو سي محمد أورمضان المكنى ''بموح القشقاش''، الذي يقطن على بعد متر من مقر البلدية، مؤكدة في ذات السياق؛ بأنه ليس من المعقول أن تمر المركبة عبر نقاط المراقبة والتفتيش العديدة لعناصر قوات الجيش بدون إنتباه لها.