حجزت السلطات الصينية للطيران المدني طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية لمدة 48 ساعة كاملة ، دون أي سبب يمكنها أن تتخذ منه ذريعة لقيامها بهذا الإجراء، الذي أعقبه فتح تحقيق حول الطائرة التي كانت من طراز ''إيرباص 330''، الأمر الذي أثار حفيظة وسخط الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، عبد العزيز بلخادم، الذي كان متواجدا في العاصمة بكين في إطار الإشراف على مشاركة الجزائر في المعرض الدولي بمدينة شنغهاي. الرحلة الجوية التي ربطت مطار هواري بومدين الدولي بمطار العاصمة الصينية بكين، تدخل في إطار الرحلات العادية لا الإستثنائية، كان على متنها الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وحيد بوعبد الله، رفقة 160 مسافر لم تعرف عطبا تقنيا طيلة 11 ساعة كاملة، إلى أن تلقى المدير العام خبر وجود عطب في أحد محركات الطائرة، الأمر الذي جعله في اتصال دائم ومستمر مع طاقم الطائرة من أجل معرفة أهم المستجدات الطارئة على الرحلة، حيث تبين أن أحد محركات الطائرة يستهلك بصورة مضاعفة للزيت، مما أثار مخاوفه وجعله يكثف من اتصالاته مع طاقم الطائرة ويتساءل ''هل استهلاك المحرك للزيت بصورة مضاعفة يشكل خطرا على الرحلة؟ وهل هذا سيؤثر على سمعة المؤسسة عند تعرضها إلى مراقبة من طرف تقنيي الشركة الصينية للطيران؟ وكيف سيكون مصير الطائرة... ؟ بوعبد الله يدخل قاعة القيادة ليطمئنّ على سلامة الرحلة تساؤلات المسؤول الأول عن الجوية الجزائرية لم تتوقف، كما أن تقربه من طاقم الطائرة في كل مرة لم يتوقف، لكن تأكيد طاقم الطائرة لمديرهم على أن استهلاك المحرك للزيت بصورة مضاعفة لا يشكل خطرا على الرحلة، وهو استهلاك يدخل في إطار الأمور العادية التي تتعرض إليها أية طائرة سواء كانت رحلة طويلة أو قصيرة، ولا يمكن للسلطات الصينية أن تتخذ أي قرار بشأن الطائرة ولا بشأن طاقمها ولا حتى بشأن المؤسسة بصفتها صاحبة الطائرة..تطمينات طاقم الطائرة جعلت بو عبد الله يتوقف عن طرح المزيد من التساؤلات والبقاء في مكانه إلى أن حطت الطائرة بأرضية مطار بكين. مراقبة شاملة وتحقيق معمق حول الطائرة فور هبوطها بمطار بكين الطائرة حطت بأرضية مطار العاصمة الصينية بكين يوم 30 جويلية الماضي، تعرضت إلى مراقبة شاملة وكاملة من طرف تقنيي الشركة الصينية للطيران، ليتبين خلل على مستوى المحرك.. ''هناك استهلاك مضاعف للزيت''.. لتعقب عملية المراقبة فتح تحقيق معمق للبحث في أسباب العطب الذي يشكل حسب هؤلاء خطرا على سلامتهم وسلامة الجوية للأقاليم الدولية المجاورة، ليتم على إثر ذلك حجز الطائرة لمدة 48 ساعة كاملة تعرض طاقمها إلى مساءلة، وكأنه تعمد قيادة طائرة بها عطب تقني للتشويش على السلامة الجوية الصينية..هي اتهامات وصفها المسؤول الأول عن الخطوط الجوية الجزائرية بالخطيرة لأنها تضر بسمعة المؤسسة وبطياريها، كما أنها اتهامات مبالغ فيها ولا تحتمل، أثارت نرفزة وحيد بوعبد الله وجعلته يدخل في ملاسنات حادة مع مسؤولي الشركة الصينية للطيران، والتأكيد لهم على أن الخلل الذي مس المحرك هو عادي ولا يشكل خطرا، وهذا في إطار دفاعه عن طاقم الطائرة والطائرة في حد ذاتها حتى لا تحتَجز، لكن محاولات وحيد بو عبد الله لإنقاذ الموقف باءت بالفشل، وعملت على تعطيل مصالحه ومصالح طاقم الطائرة وحتى 160 راكب ممن تأخروا عن موعد عودتهم. ''إيرباص'' تتدخل رسميا وتنقذ الموقف التحقيق الذي فتحته الشركة الصينية للطيران حول الطائرة التابعة للجوية الجزائرية من طراز ''آ 330'' استمر 48 ساعة، الأمر الذي أدى بإدارة الخطوط الجوية الجزائرية إلى التكفل بقضية 160 راكب تأخروا عن موعد عودتهم وإيوائهم بفندق ذي خمس نجوم بتكلفة إجمالية قدِرت ب15 ألف أورو، فلولا اتصال وحيد بوعبد الله بالشركة الأم المصنِعة للطائرة لما تم حجز الطائرة لمدة أطول. فتدخل الشركة الفرنسية ''آر باس'' أنقذ الموقف حيث حررت تقريرا مفصلا تؤكد فيه على أن استهلاك محرك أية طائرة كانت بشكل مضاعف للزيت ليس بأمر خطير، وأن الوضعية التي يتواجد عليها محرك الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية لا تشكل خطرا وإنما تدخل في الأمور العادية، فلا فائدة من حجز الطائرة وكان من الأجدر على الشركة الصينية للطيران أن لا تفتح تحقيقا. سلوك الطيران المدني الصيني أثار حفيظة الممثل الشخصي لبوتفليقة في هذه الأثناء كان الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة المتواجد حينها بشنغهاي لحظور فعاليات المعرض الدولي الصيني، يتابع كل صغيرة وكبيرة، حيث أنه كلما اطلع على أهم مستجدات الوضع زاد قلقه وأثيرت حفيظته إلى أن تم السماح للطائرة بالمغادرة، ورغم ذلك فإن السيد بلخادم قد بقي على اتصال دائم مع وحيد بوعبد الله الذي كان يبلغه في كل مرة بأن الطائرة سليمة، وقد عبرت أجواء دولة وتتواجد حاليا بأجواء دولة أخرى، حيث استمر الوضع على حاله إلى أن حطت الطائرة بأرضية مطار هواري بومدين.