رغم التعتيم الإعلامي الكبير الذي فرض حول مسلسل "الذكرى الأخيرة" وغرق كثير من الأقلام في الكتابة على سلسلة كاميرا "واش أداني" الخفية للمبدع جعفر قاسم، وكأن التلفزيون لم ينتج سواها، إلا أن مسلسل "الذكرى الأخيرة للمخرج مسعود العايب والسيناريست فاطمة وزان عمل يستحق الوقوف أمامه والإنحناء للقضية المهمة التي يطرحها ألا وهي الأبناء ضحية العنف الأسري التي جسدتها كاميرا العايب بإحترافية عالية، بدون أن ننسى مجموعة الممثلين الذين أبدعوا وقصة السيدة وزان المؤثرة التي شدت الجمهور لها. وفي هذا الصّدد تمكنت "النهار" من الحصول على أهم الخطوط العريضة التي سينتمي إليها هذا العمل الكبير الذي يدور حول الأزمة النّفسية التي يعيشها البطل رشيد، بسببب ذكريات من الماضي تطارده، كان لها أثر كبير على حاضره وعلى أفراد أسرته خاصة إبنته "رانيا"، نتيجة أب ظالم غضب من أم لم تتمكن من إنجاب ذكور آخرين، الأمر الذي جعله يعاملها بقساوة ويهمل مسؤوليته إتجاه عائلة بأكملها، فيجد رشيد نفسه مجبرا على تحمل هذا العبء رغم صغر سنه، لتمضي الأحداث على هذا النّحو. الجديد الذي ستحمله الحلقات القادمة من مسلسل "الذكرى الأخيرة"؛ هي خوض "رشيد" لتجربة زواج ثانية، بعد إلحاح شقيقاته الست على ذلك، غير أن الزوجة الثانية تهمل بناته فيطلقها ويعزف من بعدها على الزواج، خوفا من أن تتكرر مآساة والده الذي تزوج من إمرأة قاسية ذوقتهم مرارة الحياة، وتتوالى الأحداث وتتصاعد إلى أن يخوض رشيد علاقة زواج ثالثة من أستاذة إبنته "رانيا" المدعوة "كنزة" التي تنفصل عن زوجها بسبب عدم الإنجاب، لكن القدرة الإلاهية والقدر يجعلانها تحمل من رشيد، رغم أن الأخير إرتبط بها أساسا لأنها لا تنجب وتتصاعد حبكة المسلسل إلى منتهاها، حين يتعرض رشيد إلى حادث خطير يفقد على إثره ذاكرته، ويفشل الجميع في إرجاع ما ضاع لوالد رانيا الذي يحاول مرغما التأقلم مع عالم لا يعرفه، وتمضي الحلقات على هذا النحو إلى أن يولد طفل رشيد من المعلمة كنزة الذي يتحول إلى مفتاح الفرج لرشيد، حين تقفز صورة الذكرى الأخيرة إلى خياله، فيرى فيها مشهد فقدانه لزوجته الأولى وجنينها ومشهد المولود الجديد، ليكون هذا الأخير بمثابة المشهد الأخير الذي تنتهي عنده أحداث الجزء الأول من "الذكرى الأخيرة"، وتمر شخصية رشيد خلال الحلقات القادمة بكثير من المتغيرات والإهتزازات التي ترصدها السيدة وزان، من خلال خلق أحداث لا يتمكن المشاهد من توقعها، والذي يتعاطف أساسا مع رشيد المصاب بعقدة من والده الذي أخبره ذات يوم أنه لن ينجب سوى البنات ويموت والد رشيد، ليجد الأخير نفسه أمام مسؤولية أخرى وهي مسؤولية أشقائه من والده، وتفقد حليمة زوجها سالم، لكن المسلسل لن يكشف كيف فقد ويترك حل اللغز إلى الجزء الثاني، وتندم حليمة على معاملتها لسالم وتوكل إلى رشيد إدارة الشركة، لكن عمله كضابط يجعله غير قادر على تحمل هذه المسؤولية، بينما حكيمة تعود إلى حب حياتها وتتزوجه، فيما تكشف وزان في مشهد يتذكره رشيد، أسباب الإعاقة التي تعاني منها شقيقته سليمة، ولماذا تشكل نقطة ضعف وتأنيب ضمير بالنسبة لرشيد... أما الشخصية رياض السلبية فستمر بأكثر من تقلب، خاصة بعدما يكتشف رشيد سقوطه في وحل المخدرات وتتبدل شخصية رياض إلى النقيض وتحدث عدة تطورات، ستكتشفونها في بقية حلقات "الذكرى الأخيرة".