''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' اشترطت سابقا على النمسا وإيطاليا مغادرة أفغانستان لكنها تخلّت عن الشرط لاحقا وضع أسامة بن لادن، زعيم تنظيم ''القاعدة''، شروطا جديدة للإفراج عن خمسة موظفين في شركة ''أريفا'' لليورانيوم شمال النيجر، والذين يوجدون رهن الإحتجاز لدى تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' منذ منتصف سبتمبر الماضي. وقال أسامة بن لادن في رسالة صوتية إلى الشعب الفرنسي، بثتها قناة ''الجزيرة'' القطرية، أمس، أن ''اختطاف خبرائكم في النيجر رد فعل على ظلمكم تجاه المسلمين''، وأضاف ''لا يستقيم أن تشاركوا في احتلال بلادنا وقتل نسائنا وأطفالنا ثم تريدون العيش بأمن وسلام''. وهي المرة الأولى التي يؤيد فيها أسامة بن لادن بشكل مباشر عمليات خطف الأجانب في منطقة الساحل من طرف ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' منذ حادثة اختطاف 32 سائحا أوربيا في فيفري 2003. وحسب بن لادن، فإن استهداف المصالح الفرنسية خاصة من خلال عملية خطف الموظفين الخمسة شمال النيجر، هو رد فعل ''إن تعسفتم ورأيتم أن من حقكم منع الحرائر من وضع الحجاب، أليس من حقنا أن نخرج رجالكم الغزاة بضرب الرقاب''، وأضاف: ''المعادلة بسيطة وواضحة فكما تَقتلون تُقتلون.. السبيل لحفظ أمنكم هو رفع مظالمكم وآثارها وأهمها انسحابكم من حرب بوش المشؤومة في أفغانستان''. وترجّح الأجهزة الأمنية أن أسامة بن لادن يختبئ لدى المناطق القبلية شمال غرب باكستان، وتعتبر رسالته الجديدة إلى الشعب الفرنسي الثالثة من نوعها منذ رسالته الأولى بمناسبة ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001. وهي أيضا المرة الأولى التي يتدخل فيها أسامة بن لادن في الإتصالات الأولية المتعلقة بتحرير أجانب موقوفين من طرف تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، ويعتقد أن رسالته هذه قد تعقد الوضع بسبب شرط الإنسحاب من أفغانستان الذي قد يكون مستحيلا. وأعلن التنظيم في 21 سبتمبر مسؤوليته عن اختطاف خمسة فرنسيين ومواطن من الطوغو وآخر من مدغشقر في 16 سبتمبر من أمام منزلهم في أرليت شمال النيجر، وهم بغالبيتهم يتعاونون مع المجموعة النووية ''أريفا'' وإحدى الشركات المتعاملة معها ''ساتوم'' التابعة للعملاق في مجال الأشغال العمومية ''فينسي''. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية قبل أيام، نقلا عن وسطاء ماليين، أن الرهائن محتجزون في التلال الصحراوية في منطقة تيمترين شمال شرق مالي، على بعد مئة كلم من الجزائر، وأضاف أحد الوسطاء موضحا أن المرأة الوحيدة بين الرهائن تعاني من أعراض مرض السرطان وهي في حاجة مستعجلة للدواء. وقبل أسبوع، أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها لم تتلق بعد أي مطالب من ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' مقابل الإفراج عن الرهائن السبع، لكن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير كشف أن الرهائن السبع ''بصحة جيدة'' غير أنه عبر عن أسفه لنقص التواصل مع الخاطفين. وينتشر حوالي 3750 عسكري فرنسي في أفغانستان في ولاية كابيسا ومنطقة ساروبي شمال شرق كابول. وبلغ عدد العسكريين الفرنسيين الذين قتلوا في هذا البلد 48 جنديا منذ نهاية 2001. يذكر أن تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' كان طالب سنة 2008 خلال مفاوضات حول الزوج النمساوي فولفغانغ ابنر (51 عاما) ورفيقته اندريا كلوبير (44 سنة) اللذين اعتقلا في صحراء تونس بضرورة أن تغادر القوات النمساوية أراضي أفغانستان كشرط لتحرير الرهينتين، لكن عاد وتخلى عن هذا الشرط لاحقا. وخلال سنة 2009 أعاد التنظيم الإرهابي مطلب مغادرة الأراضي الأفغانية في نداء وجهه الرهينة سيرجيو سيكالا إلى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، كشرط لإطلاق سراحه، وقد رفضت الحكومة الإيطالية التفاوض حول هذا الشرط قبل أن يتم تحريره لاحقا دون الإستجابة لمطلبهم. وتعتبر رسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الفرنسي الثانية من نوعها التي تصدر عن قيادة تنظيم ''القاعدة'' بعد التسجيل الصوتي الذي أصدره أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم سنة 2008 ودعا فيه ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' إلى ضرب المصالح الفرنسية.