تلقت مديرية البريد والمواصلات بقسنطينة مكالمة هاتفية من العاملين بمركز حي 900 مسكن بالخروب، مفادها عدم فتح المركز للمواطنين، ليتم على إثرها الإتصال برجال الأمن الذين تنقلوا إلى عين المكان، وعند كسر باب المسكن الوظيفي الخاص بالقابض وجدوه جثة هامدة، واكتشفوا بعد معاينتهم للخزانة المصفحة سرقة الأموال التي كانت بداخلها، والتي قدرتها مديرية البريد بأكثر من 914 مليون سنتيم، لتباشر على إثرها مصالح الأمن تحقيقاتها في القضية. وعن طريق سلسلة الإتصالات التي تلقاها الضحية يوم الوقائع، تم التوصل إلى المدعو "ي. إ" الذي اعترف أثناء التحقيق معه بارتكابه للجريمة رفقة شريكه المدعو "ب. ل"، مؤكدا على سابق معرفته بالضحية، وأنه اتفق مع شريكه في بداية الأمر على سرقة المركز بدون قتل القابض، ففي المرة الأولى وضعا منوما في عصير الضحية إلا أنه لم تظهر عليه علامات التنويم، وهو ما دفع بهما إلى التخطيط لقتله والإستحواذ على الأموال، وبتاريخ 14 ديسمبر قاما بشراء شريط لاصق واتصلا هاتفيا بالضحية واتفقا معه على تناول وجبة العشاء سويا بالسكن الوظيفي له، وفعلا تنقلا إلى هناك، وبعد العشاء اغتنما فرصة قيامه للصلاة وفور سجوده انهالا عليه ضربا بواسطة مطفأة الحرائق على مستوى الرأس فسقط أرضا، عندها قاما بتكبيل يديه ورجليه بواسطة شريط لاصق، ثم لفا رأسه بكيس بلاستيكي، ولما تأكدا من وفاته، استحوذا على هاتفيه النقالين واتجها مباشرة إلى الخزانة المصفحة، والتي نظام ترقيمها لا يعمل، ثم استخرجا الأموال منها ولاذا بالفرار بعد إغلاقهما باب المسكن، واتجها مباشرة إلى مسكن "ي. إ" وأخفيا كيس الأموال، واتفقا على اقتسامها بعد أن تهدأ الأمور، وفي اليوم الموالي اقتسما مبلغ 63 ألف دينار ثم أخذا باقي المال في حقيبة إلى مسكن المدعو "ب. ن" مغترب بفرنسا، والذي أوكل حراسته للمدعو "ي. إ"، هذا وتمكن رجال الأمن أثناء التحقيق من استرجاع أكثر من 837 مليون سنتيم. لتقضي محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، بإدانة كل من المدعو "ي. إ" و"ب. ل" بالسجن المؤبد بتهمة تكوين جماعة أشرار والسرقة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتي راح ضحيتها قابض مركز بريد حي 900 مسكن ببلدية الخروببقسنطينة المدعو "ب. ر".