أوردت مصادر أمنية مطّلعة أن عدد الإرهابيين المقضى عليهم في عمليات التمشيط المتواصلة في منطقة القبائل لايزال في ارتفاع مستمرّ، ويقدّر بالعشرات بين الولايتين تيزي وزو وبومرداس دون الكشف عن عدد محدّد للحصيلة المسجّلة. وأضافت نفس المصادر أن وجود أمراء وقادة مهمّين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يكونون قد لقوا حتفهم في أهمّ معاقلهم التي حوّلها الجيش إلى مقابر لهم، وقد حوّلت بعض الجثث التي تمكّن الجيش من إخراجها من أدغال سيدي علي بوناب إلى مصالح حفظ الجثث بالمستشفيات المجاورة قصد تحديد هوياتها. وفي نفس العملية التي جنّدت لها كلّ الإمكانيات اللاّزمة، أوردت نفس المصادر أن قوّات الجيش تكون قد فقدت 5 جنود في عمليات التمشيط وبترت رجل الآخر، في محاولة لعرقلة تقدّم وزحف الجيش نحو عقر الحصن المنيع الذي فقد درودكال وبقّية أتباعه السّيطرة عليه ومنع الجيش من التحرّك نحوه. حيث عمد الجيش إلى التضييق والتطويق الأمني الذي يستحيل من خلاله على الإرهابيين التسلّل نحو المناطق التي يرونها آمنة أو ممكنة للتخطيط مجدّدا للإفلات من قبضة الأمن· من جهة أخرى، قضت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو بإدانة إرهابيين متواجدين في حالة فرار بالسجن المؤبّد، ويتعلّق الأمر بالمدعوّين ح. عبد الحكيم المكنّى أبو البشير، ج. مداني، س. نور الدين وأ. سالم المتابعين قضائيا بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة والسرقة الموصوفة بحمل سلاح ظاهر إضرارا بمديرية البريد والمواصلات لتيزى وزو. وتعود وقائع القضية المفصول فيها إلى يوم 12 فيفري من السنة الجارية، حيث قام الإرهابيون بمداهمة مركز بريد أفني بأعفير بدائرة مقلع واستولوا على مبلغ مالي معتبر قدّر بما لا يقلّ عن ملياري سنتيم تحت طائلة التهديد بالقتل، حيث انصاع الموظّف الموجود في عين المكان لتهديداتهم وعجز عن الدفاع عن المركز ومحتوياته، وبعدها لاذوا بالفرار في اتجاه مجهول. وأكّد قابض البريد خلال استجوابه من طرف هيئة المحكمة أن الإرهابيين الذين اقتحموا مركز البريد كانوا يرتدون ألبسة الشرطة القضائية ويحملون أسلحة من نوع كلاشينكوف، حيث طلبوا منه فتح صندوق المال وبعدها استولوا على المبلغ المذكور· أمّا أحد الشهود فقد اعترف أمام هيئة المحكمة بأن الإرهابيين جرّدوه من سيّارته التي تنقّلوا بها إلى مقلع، وبعدها عثر عليها في الطريق الرّابط بين شعايب ومقلع، كما أكّد أنه تعرّف فيما بعد على هويتهم من خلال الصور التي عرضتها عليه مصالح الأمن والخاصّة بالإرهابيين المبحوث عنهم لدى مصالح الأمن·