اهتز مؤخرا، مكتب بريد أرزيو، على وقع قضية نصب وتزوير، بعدما تم اكتشاف سحب قرابة 9 ملايين سنتم من رصيد امرأة متوفاة، باستعمال صك النجاة وبطاقة تعريف مزورة، والتي تورط فيها كاتب عمومي وموظفين بذات المكتب. ملخص الفضيحة التي جرت وقائعها في 26 سبتمبر من العام الماضي، تعود إلى حين قام الكاتب العمومي "أ. ج" بإحضار عجوز وتركها في مقعد الإنتظار وتقدم من الشباك عوضا عنها، بحجة مساعدتها في سحب أموالها، حيث طرح صك النجاة وبطاقة تعريف مزورة، وطلب من الموظفة "ل. ف" سحب مبلغ 8 ملايين و900 سنتم، على إثرها تدخل الموظف "ب. ع" وطلب منه إحضار العجوز قصد التأكد معها من الأمر، لكن وبمجرد حديثه معها نطقت هذه الأخيرة بالأمازيغية فتركها، وباشرت على إثرها الموظفة بالإجراءات التي تم بموجبها سحب المال. غير أنه وبعد تفحص الوثائق، تبين أن صاحبة الرصيد "ط. ح" متوفاة أصلا. وعليه، فتحت إدارة المكتب تحقيقا في القضية، أحيل على إثره الموظفين على المجلس التأديبي، ليحال بعدها الملف على العدالة ومتابعة كل من الكاتب الذي وضع رهن الحبس المؤقت، عن جنحة النصب والتزوير والإستعمال المزور، فيما وضع الموظفين تحت الرقابة القضائية بعدما وجهت لهما تهمة المشاركة. هذان الأخيران، ولدى مثولهما أمام محكمة الجنح بأرزيو، أنكرا قطعا علمهما بنية الكاتب، حيث أكدت المتهمة "ل. ف" أنها لم تقم بسحب المال إلا بدافع ثقتها بالكاتب، لاسيما أنه كان يزاول عمله رفقتهم منذ 3 سنوات، هذا إلى جانب طرحه لكامل الوثائق الضرورية خلال العملية. وأمام ذلك، التمس وكيل الجمهورية 18 شهرا حبسا نافذا للكاتب، و6 أشهر حبسا نافذا للموظفين، فيما قضت المحكمة عقب المداولات بإدانة الكاتب بعامين حبسا نافذا وتوقيع عقوبة 3 أشهر حبسا موقوف التنفيذ للموظفين.