الضحية محمد واقفا يتوسط أصدقاءه في صورة تذركاية أخذت ظاهرة اختطاف الأطفال منحى خطيرا بوهران التي باتت تستفيق على أنباء مروعة، أبطالها منحرفون تجرعوا من كأس الإجرام حتى الثمالة، حيث لا تزال عائلة بن عبد النبي بوهران تتجرع بمرارة فقدان فلذة كبدها محمد ذي ال11 ربيعا، الذي اختطف على يد مجموعة من المنحرفين منذ أشهر، ترصدته عند خروجه من المدرسة واقتادته إلى منزل مهجور، حيث عذبته قبل أن تزهق روحه في الأخير بطريقة بشعة... كل الأمور كانت تسير على ما يرام مع السيد عبد النبي، إلى أن جاء المشروع المشؤوم الذي فتح عليه أبواب جهنم، عندما قرر إعادة الزواج من امرأة ثانية، مطلقة ولديها أبناء، أحدهما مراهق عارض بشدة أن تتزوج والدته بشخص آخر بعد طلاقها من أبيه، لكن الأم أصرّت وتم عقد قرانها على الزوج غير المرغوب فيه، الذي دخل في خلافات كبيرة مع إبن زوجته المراهق، لكن لم يخطر على باله قط أن الأمور ستصل إلى حد اختطاف ابنه والتنكيل به.وفي إحدى المرات وجد والد »محمد« ابن زوجته المراهق داخل سيارته، فأشبعه ضربا، وهو الأمر الذي لم يستسغه هذا الأخير، كون السيارة ملكا لوالدته اشترتها من أجل قضاء حوائج العائلة، فراح يسمع زوج أمه شتى أنواع السب والشتم، والأكثر من ذلك أنه توعده بالانتقام وبأن ينال من ابنه المدلل »محمد«. وبالفعل، باشر المراهق الغاضب مشروعه الانتقامي، بأن أجّر أربعة من معارفه لاختطاف الطفل البريء، حيث ترصدت الجماعة الخاطفة الضحية عند خروجه من المدرسة وباغته أحدهم وأركبه عنوة على متن سيارة من نوع رونو 25، واقتادوه إلى إحدى الشقق الفارغة، هنا بدأت فصول مسلسل درامي طبقت فيه شتى فنون التعذيب النفسي والجسدي، فقد عمد الخاطفون إلى تقييد يدي الضحية ورجليه بواسطة حبل، وتكميم فمه بشريط لاصق، حتى لا يصرخ وينكشف أمرهم، لكن جنون الانتقام لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى الاعتداء عليه جنسيا، ثم شنقه بواسطة سلك معدني. »محمد« رحل عن الدنيا، وفي فؤاد أمه وأبيه منه ألف ذكرى، فهو لن يحمل المحفظة مجددا ولن يتوجه إلى المدرسة. مصالح الأمن التي اشتغلت على ملف الجريمة، وبناء على المعطيات المتوفرة لديها، خلصت إلى حقيقة مفادها، أن المراهق إبن زوجة بن عبد النبي هو من يقف وراء هذه الجريمة الشنعاء، ومن ثم تمت إحالته على محكمة الأحداث. أما الجماعة الخاطفة فقد مثلت أمام محكمة الجنايات التي برأت ساحتها، لكن أهل الطفل قرروا استئناف الحكم... كل من حضر أطوار المحاكمة ذهل، لهول وقائعها، إلا أن ما هز كيان الحاضرين بمن فيهم رئيسة الجلسة، عندما راح الأب يحكي لوعة فراقه لابنه »محمد« الذي خلف وراءه جرحا عميقا لم يندمل بعد، وهو الطفل الذي ملك بذكائه الثاقب وروحه المرحة قلوب الجميع. هي قصة من بين العشرات التي أبانت عن وحشية عديمي الضمير وأصحاب النفوس المريضة المتلهفة لإلحاق الضرر بالآخرين.