أراد متهمان التملص من فعلتهما الشنيعة، التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، تاركا وراءه عائلة متكونة من الوالدين الطاعنين في السن، إلى جانب زوجة وعدد من الأبناء، بعدما ترصدا الضحية ''كلونديستان'' بمدينة بئر الخادم، واستدرجاه إلى مكان معزول، بعد طعنه بأكثر من 51 طعنة خنجر، مع قلع أحد أصابعه، ليقوما الجانيان وبكل برودة أعصاب، بنحره كالشاة ومحاولة الفرار إلى إسبانيا عبر المغرب. حيث إن التحقيقات التي باشرتها عناصر الدرك الوطني بالقليعة، بتاريخ 12 ديسمبر من سنة 2009، على إثر عثورها على جثة شخص مذبوح من جنس ذكر، مرمية أرضا بالقرب من المنطقة الصناعية بالقليعة بإحدى المسالك غير المرقمة، أين سارعت فورا إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينات، وأخذ الصور والبصمات، ليتم نقل الجثة إلى المستشفى، بعدما تعرفوا على هويته، ويتعلق الأمر بالمرحوم ''ب. ع''. وبعد قرابة الشهر، تمكنوا من التوصل إلى سيارة الضحية بمدينة الشلف، والتعرف على الجانيين، ويتعلق الأمر بالمدعوين ''ب. م'' و''و. ع'' اللذين خططا لاقتراف الجريمة بغرض بيع السيارة والهجرة إلى الخارج. وفي طريقهما، تعرضا إلى حادث مرور بمدينة وادي السلي، أين التقى أحد المتهمين بصهره ''ص. ص''، الذي هو مطرب معروف بمنطقة الشلف، والذي تأكد أنهما اقترفا جناية، لكن لم يشأ التبليغ عنهما. من جهتهما المتهمين الرئيسيين، أنكرا التهمة المنسوبة إليهما، رغم شهادة الشهود الذين أجمعوا على رؤيتهما ليلة الجريمة يحومان حول الضحية، إلا أن مواجهتهما مع النيابة العامة التي ترأسها وكيل الجمهورية لدى محكمة العفرون، وفي مرافعته التي سلّطت الضوء على الجريمة الشنعاء في ملف الحال، وبأسئلته التي شددت الخناق على الجانيين والتماسه لأقصى عقوبة في الجنايات، وهي الإعدام بعد التأكد للنيابة العامة من العناصر والأدلة الكافية ضدهما، جعلتهما يلتمسان من هيئة المحكمة العفو والسماح، لتثبت جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد،