السلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدتي نور، أرجو الرّد على مشكلتي سريعا، لأنّ حياتي الزّوجية أصبحت في مهب الرّياح. أنا سيدة متزوجة من ثلاث سنوات أم لطفل في الثانية من عمره، وزوجي يصغرني بسنة، تزوجنا عن حب، ولكن مع أول يوم زواج وبعد خطوبة دامت لعامين، لم أرغب في العلاقة الحميمية. مع العلم أنّه يحاول دائما إرضائي واختلفنا كثيرا، ثم أنجبت وكنا في غاية السعادة، ولكن استمر حاجز العلاقة الخاصة بيننا، فهو يرغب كثيرا في المعاشرة عكسي تماما، فأصبحت حياتنا سلسله من المشاكل، لا أعرف ما هو بالضبط سر كرهي لتلك العلاقة، علما أنّه لا يبالي إن كنت مريضة أو متعبة. لقد أصبحت حياتي تعيسة، والآن أفكّر جديا في الإنفصال، خاصة أنّه هددني بالزواج من أخرى، ربما هنالك حلول أخرى لا أعرفها، فأنا لا أريد تشتيت أسرتي وأريد الحفاظ على زوجي، أرجو منك المساعدة. وردة/ بجاية الرد: عزيزتي، تخلي عن أنانيتك ليتخلي هو عن أفكاره بشأن الزواج من أخرى، املئي قلبه وحياته وكل وجدانه، ولا تتركي له فرصة التفكير في غيرك. دربي نفسك على الإشتياق لزوجك والرغبة فيه وإعلان ذلك له، فكل شيء ممكن بالتّعلم، حتى لو لم تكن فطرتك كذلك، المهم أن تكون لديك الإرادة ولديك الرّغبة فقط لإسعاد زوجك وحماية بيتك، وإذا كان الغرض نبيل والهدف عظيم، فلا شك أنّه يستحق منك التضحية وبذل الجهد، وثقي أنّ الله سيكون معك في كل خطواتك، طالما أنّ هدفك هو سعادة زوجك وتحقيق الإستقرار العائلي، وضعي في اعتبارك أنّك لست مريضة، إنّما أنت في حاجة لفتح باب للحوار المشترك مع زوجك، فمن الطّبيعي أن تشعري مع زوجك بالملل في العلاقة خاصّة وأنّك في سنوات زواجك الأولى، ومن الطبيعي أن يكون عدم التوافق في العلاقة الخاصة بينكما، لأنّ التوافق والتواصل، سيحدث مع مرور الأيام وتوطد العلاقة إذا كان الحب موجودا. لا تقفي هكذا بهذه السّلبية تتفرجين على حياتك وهي تنهار، والحل بيدك أنت لأنّك المسؤولة عن إسعاد زوجك، ضعي هذه النّقطة في اعتبارك، حتّى لا يبحث عن سعادته مع أخرى، واعلمي أن المسألة بيدك أنت وحدك، فلا تتهمي الزّوج بأنّه غير مقدر لحالتك أو غير متعاطف معك، لأنّه يحبك ولو كان هذا الحب، هو سبب مشكلتك، فلك أن تحمدي الله، لأنّ حلها أسهل بكثير من مشاكل النفور والكره. لو كان زوجك ينفر منك مع رغبتك به، لبذلت في سبيل ذلك جهدا مضاعفا، لتجعليه يرضى عنك ويرغب بك، أليس كذلك؟ عزيزتي، إنّك أذكي من هدم بيتك من أجل زوبعة بسيطة، ولأنّك أذكي، فمن الذّكاء أن تستجيبي لمطالب زوجك وتسعديه وتشعريه بذلك، حتى لو لم تكن بك رغبة، وتصرفي على أساس مبدأ "كما لو" بمعني أنّك حتّى لو لم تكوني سعيدة في لقائك بزوجك، فلا مانع من أن تمثلي عليه السّعادة، بل واللّهفة والشّوق للقاء، لأن ذلك من شأنه أن يرضي زوجك، فلا تشعريه بأنّ الأمر يمثل أزمة في حياتك بل تعاملي ببساطة وأريحيه واكسبي وده ورضاه، ولا مانع من استشارة طبيبة النساء، عساها تصل إلى ما عجزنا عن الوصول إليه. ردت نور