فيما لا تزال أشغال إصلاح السكة بالبويرة متواصلة منذ شهرين لقي أمس عامل بشركة السكة الحديدية حتفه وجرح آخر اثر حادث اصطدام قطارين واحد لنقل الوقود والثاني لنقل البضائع بمدينة شيحاني بالطارف في حين سجل يوم الخميس حادث انحراف قطار أخر في نقطة المراقبة وسط مدينة الذرعان حيث خرج عن السكة بمسافة 400 متر وكاد الحادث أن يجرف معه مساكن ومؤسسات عمومية محاذية للسكة، بينما لا تزال أشغال إصلاح خط السكة الحديدية بالبويرة متواصلا منذ شهرين. وأوعزت المعلومات المستقاة بالطارف، الحادث الى خطأ في ترخيص الاستغلال، اذ أنه رغم قيام الشركة بأشغال الإصلاح إلا أن الخط بقى على حالته باعتبار أن المحمول الآلي تم إتلافه، و هذا ما جعل الشكوك تحوم حول الترخيص بسير القاطرات، خاصة وأن الخط يعرف تلفا شبه كلي للسكة التي تقع بالقرب من المحطة الرئيسية، إضافة إلى أن لجنة التحقيق في حادث الانحراف لم تشرع في أعمالها إلى غاية تسجيل حادث خلف قتيلا وجريحا. ومن جهة أخرى، فإن هذا الخط المكهرب الرابط بين المنطقة ومناجم تبسة، لا يزال الى حد الآن مصدر خطر قائم، وقد يؤدي الى عواقب مأساوية حسب مخاوف سكان المنطقة، الذين جددوا التعبير عن قلقهم على خلفية ما وقع سنة 1987 حسب قولهم. وتزامنا مع هذا الحادث، أصيب نهاية الأسبوع المنصرم سائق قطار لنقل الوقود وميكانيكي مرافق له بجروح إثر سقوط قطار من أعلى جسر، بالنقطة الكيلومترية 80 + 900، بمحاذاة قرية سيدي علي التابعة لبلدية القيطنة بدائرة بوحنيفية الواقعة على بعد 22 كلم عن مقر عاصمة الولاية معسكر. القطار الذي كان يجر خمسة أو ستة صهاريج مملوءة بسائل المازوت وأخرى عربات محملة بالحبوب، كان متجها من محطة المحمدية نحو محطة بشار الرئيسية، لتفريغ الحمولة قبل أن ينهار الجسر في حدود الساعة السادسة والنصف من صبيحة يوم الجمعة الماضية، حيث سقطت بعض العربات، بالإضافة إلى سقوط ثلاثة صهاريج محملة بالمازوت بالوادي المؤدي إلى سد فرقوق، أين أصيب السائق والميكانيكي، مما استدعى الأمر نقلهما على جناح السرعة بمستشفى بوحنيفية لتلقي الإسعافات الأولية. كما تدفقت كميات معتبرة من الوقود ، ولحسن الحظ تمكنت وحدات الإنقاذ المختلطة بين عناصر الحماية المدنية، أعوان شرطة المياه وعمال بلدية القيطنة بالإضافة إلى مصالح مؤسسة نفطال و أعوان الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، من وضع حد لنزيف السائل من الصهاريج، تخوفا من حدوث كارثة بيئية خصوصا وأن مياه هذا الوادي مخصصة للشرب، كما أدى الحادث كذلك إلى إتلاف كامل للجسر مع تضرر حوالي أكثر من 50 مترا من طول السكة الحديدية. كما لا تزال الفرق المختلطة بعين المكان للوقوف على حجم الأضرار وإيجاد حلول رغم مرور يومين كاملين من وقوع الحادث. و من جهة أخرى لا يزال الخط الرابط بين بومرداس الاخضرية يعرف عملية الأشغال التي تسير ببطء كبير ، حيث لا تزال 3 قاطرات داخل النفق، في وقت تم الشروع في نقل زبائن النقل بالسكك الحديدية عبر الحافلات.