انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جد غريبة كانت محل عدة شكاوٍ قدّمت على مستوى أقسام الشرطة، وحيرت قضاة مختلف المحاكم في كيفية الفصل فيها، وهي طلب الشباب دخول السجن هربا من ظروفهم الإجتماعية أو لأسباب أخرى، حيث لم يعد يقتصر هذا الأمر على الشباب بل شمل حتى الفتيات أيضا، وفي حالة رفض الجهات المقصودة يرتكبون جرائم في حق أنفسهم وحق الغير.. حتى يتمكنوا من دخول السجن. ''النهار'' رصدت لكم بعض العيّنات من هنا وهناك لتعرضها عليكم في هذا ''الربورتاج''. ضحية طلاق يحمل خنجرين ويتوجّه إلى مقر الأمن في بئر خادم توجّه القاصر ''ق. ن'' يبلغ من العمر 17 سنة، يقيم ببئر خادم، إلى مركز الشرطة ومعه سكينين، ليطلب من رجال الشرطة أن يدخلوه السجن لأنه سئم من حياته مع والدته ومشاكله الدائمة مع زوجها، فبعد انفصالها عن والده في عام 2008 وإعادتها الزواج من رجل آخر، تحوّلت حياته إلى جحيم وخلافات ومشاكل عائلية دائمة، مما دفع به إلى أخذ السكينين، ليتم تقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الإختصاص، الذي أمر بإحالته على المؤسسة العقابية الخاصة بالأحداث في البويرة. شاب يُقصى من العمل، يحمل سكينا ويطالب بإدخاله السجن تنوعت وسائل الشباب والبطالين للإحتجاج على الإقصاء الذي يعانون منه، فبعد أن عمد بعضهم إلى محاولة الإنتحار حرقا، حاول المتهم ''ل. ح'' من بوروبة، في العشرينات من العمر، إيصال رسالة احتجاجه على إقصائه من العمل، بحمل سكين والتوجه إلى مركز الشرطة القريب من حيه، وهناك بلّغهم بأنه يحمل سكينا وطلب منهم إدخاله السجن. المتهم أثناء مثوله أمام محكمة حسين اعترف بالتهمة المنسوبة إليه، وراح يسرد معاناته، مؤكدا أنه بتاريخ الوقائع لم يجد اسمه في قائمة العمال، أي أنه أقصي من الوظيفة لأسباب مجهولة، فتناول سكينا من المنزل وطالب بإدخاله السجن كي يهرب من واقعه، إلا أنه ندم على تصرفه، والتمس البراءة من هيئة المحكمة. ممثل الحق العام طالب بإنزال عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا و20 ألف دج. تعزير والده وشقيقه له يدفع به إلى السكر وحمل خنجر ليدخل السجن في الرغاية تعرض شاب في العشرينات إلى الضرب من قبل والده وأخيه، فلم يجد من حل للهروب من واقعه سوى تناول الكحول والتوجه إلى مركز الأمن في الرغاية، حاملا معه سلاحا، مطالبا عناصر الأمن بتحرير محضر له لإدخاله الحبس، وبعد أن دخل المؤسسة العقابية اكتشف أن الأمر الذي فعله خطأ لأنه تعرض إلى ''الحڤرة'' داخل المؤسسة، وطالب دفاعه بأقصى ظروف التخفيف أو عقوبة لصالح النفع العام بالنسبة إلى جنحة حمل سلاح، والبراءة بالنسبة إلى الإخلال بالنظام العام كون التهمة غير ثابتة في حقه. شاب يسرق ليدخل السجن ليأكل وينام في البليدة التقينا بالمدعو ''م. ك'' البالغ من العمر 20 سنة، يعيش عند الأصدقاء بعد وفاة والدته وإعادة الوالد الزواج من امرأة أخرى، وهو في سن 6 سنوات، لا يعرف حتى كتابة اسمه بعد مغادرته لمقاعد الدراسة في سن مبكرة، همه الوحيد هو كسب لقمة العيش بالحلال، إلا أنه طرق جميع الأبواب فلم يجد عملا قارا، نظرا إلى انعدام المستوى الثقافي، فاضطر إلى السرقة والإعتداء، وبمجرد أن وطأت قدماه السجن، أحس بالراحة لتوفر المأكل والشراب والنوم على سرير لم يجده ببيته، أين أصبح يبحث عن الجريمة حتى يدخل السجن هروبا من واقعه المرير وسؤال من حوله. تريد دخول السجن للفرار من اغتصاب والدها لها أمام العائلة في البليدة وفي ظاهرة فريدة من نوعها والوحيدة تقريبا على مستوى الولاية، وللظروف الإجتماعية الصعبة التي عاشتها ''ن. و'' صاحبة 24 سنة، التي بعدما ذاقت شتى أنواع العذاب من قبل والدها الذي كان يعتدي عليها جنسيا أمام والدتها وأشقائها بدون لفظ أية كلمة في حقها أو نهيه عن المنكر الذي تعيشه، وحسبما صرّحت به أنها لم تجد بدلا من الفرار من نفسها إلا بالإتصال بشرطي كي يساعدها لتدخل السجن وترتاح من عذاب الضمير، حيث نصحها بالتوجه إلى إحدى المراكز بالعاصمة التي آوتها إلى حين إيجاد لها حل يخرجها من حالتها النفسية الصعبة والإضطرابات التي تعيشها حاليا. لأن والدته رفضت تزويجه بعشيقته يحمل سكينا ويتوجّه إلى الشرطة في وهران هي آخر قضية عالجتها محكمة الجنح المتعلقة بشاب في العشرينات، قرّر الزواج من عشيقته التي وعدها بذلك، إلا أن والدته حاولت معارضته الفكرة لأسباب رأتها في صالحه، كون الفتاة لا تناسبه، وبما أن من الحب ما قتل أو ما سجن، أراد تحدي والدته والضغط عليها، من خلال حمل سلاح أبيض والتوجه إلى مقر الشرطة التي طبّقت القانون وقدّمته أمام وكيل الجمهورية، الذي لم يتراجع في إيداعه الحبس المؤقت، بالرغم من أنه اعترف بأنه أراد فقط تخويف أمه. وبعد قضائه عدة أيام في المؤسسة العقابية اضطرت والدته إلى تكليف محامٍ وقبول الزواج ممن يحب ابنها، وخلال جلسة المحاكمة وهو في حالة صعبة، أجاب القاضي بأن الظروف صعبة داخله، ليتم إدانته بغرامة مالية نافذة وإطلاق سراحه. شابة تسرق عائلة لتدخل السجن حتى لا تتشرد في الشارع بوهران قرّرت فتاة الهروب من جحيم التشرد أو العيش وسط العائلات التي استغلتها في ظروف قاسية بالعمل كخادمة، فقرّرت سرقت آخر عائلة حرمتها من حقوقها، ثم توجّهت إلى مصالح الشرطة لتبلّغ عن نفسها وتقدّم المسروقات لهم، حيث تم إيداعها الحبس المؤقت بتهمة السرقة، إلا أن هدفها لم يتحقق لما أطلق سراحها، حيث إنها ذرفت الدموع عند النطق بالحكم، قائلة ''إلى أين سأتوجه اليوم لا مأوى لي بعدما فقدت عائلتي''. اتفق مع خليلته على هتك عرضها لدخول السجن بعد رفض زواجهما في وهران قصة أخرى من أغرب الحالات يمكن أن تكون فيلما عاطفيا بامتياز يقارع المسلسلات التركية، وهي القضية التي تطورت من محاولة للزواج بطريقة دخول السجن، لتتطور إلى جناية. القصة تتعلق بشاب أحب فتاة قاصر ورفضت العائلتان فكرة زواجهما، فقرّرا كلا من الشاب والفتاة نسج خطة كانا لا يسمعان عنها في الجرائد، لكن لم يكونا على علم ودراية بأدق القوانين، فذهبا إلى حد تنفيذ ''الدخلة''، ثم تقدّما أمام مصالح الشرطة للتبليغ عن فعلتهما، إلا أنهما لم يكونا على علم بأنها قضية هتك عرض قاصر، وهي جناية لأنهما ظنا في حالة ما إذا هتك شاب عرض فتاة يتزوجها قانونيا، وهو ما لم يتحقق وأدخل الشاب السجن، وتم برمجة القضية في الدورة الجنائية بعد 9 أشهر، أين كانت الفتاة حاملا، وبمجرد دخوله القاعة لسماعه حتى جاء المخاض لعشيقته، ليتم نقلها إلى مصلحة التوليد، حتى تضع مولودها، ليتم تأجيل القضية وسط دهشة العائلتين. تشتري طرف ''زطلة'' وتسلّم نفسها لمصالح الأمن في ڤالمة أوقفت مصالح الشرطة القضائية في ڤالمة مؤخرا، شابة تبلغ من العمر 20 سنة، عن تهمة حيازة المخدرات، بناء على طلبها، حيث تقدّمت الفتاة من المصلحة الولائية للشرطة القضائية ليلا، وطالبت بإدخالها السجن، بحجة أن معها قطعة مخدرات، وبالفعل تم توقيفها. وبعد التحقيق معها، تبين أنها سئمت العيش في ظروف عائلتها، فاختارت السجن هربا من واقعها. ...ويطلب دخول السجن للفرار من تهديدات غريمه لم يفكر المتهم ''ي. و'' فيما قد يلحق به، عندما اقتحم مقر الشرطة وهو في حالة سكر سافر ويحمل سلاحين أبيضين، واحد من نوع ''كلونداري'' ونوع آخر، بعدما تمكن من نزع السكينين من أحد المعتدين عليه، وطلب حمايته أو إدخاله السجن، بعدما حاول أحدهم الإعتداء عليه، ليتم بعدها تحرير محضر قضائي ضده بتهمة السكر العلاني وحمل سلاح أبيض. خلال جلسة المحاكمة صرّح المتهم بأنه يتعرض إلى تهديدات من طرف أشخاص بسبب خلافات معهم، ويريد الدخول إلى السجن تفاديا لمزيد من المشاكل معهم. ممثل الحق العام التمس في حقة عقوبة عام حبسا نافذا، إلا أن قاضي الجلسة أصدر في حقه حكما موقوف التنفيذ. معاق يعيل معاقين يريد السجن هربا من ظروفه المزرية في ڤالمة قضية الحال بدأت عندما تقدّم المتهم ''ق. ه'' البالغ من العمر 30 سنة، وهو يحمل قطعة مخدرات بوزن 4,0 غ، وطلب من رجال الشرطة إدخاله السجن لأنه يعيش مأساة اجتماعية، لأن كل أفراد عائلته معاقين وهي حالة وراثية، ولأنه المعيل الوحيد لعائلته وبدون عمل ويعاني من اضطرابات نفسية فكّر في الدخول إلى السجن هربا من الوضعية التي يعيشها مع عائلته. دفاع المتهم التمس من هيئة المحكمة النظر إلى حالته من باب الإنسانية أولا، وعرضه على طبيب مختص لتشخيص حالته. وفي الوقت الذي التمس فيه ممثل الحق العام شهرين حبسا نافذا في حق المتهم، أمر قاضي الجلسة بإحالته على طبيب مختص. رفضوا ملفه في ''لونساج'' فأراد دخول السجن بدل الإنتحار حرقا هي قضية أخرى مشابة لسابقاتها، طلب فيها المتهم دخول السجن، لكن الحجة هذه المرة تتعلق بتعسف إداري، حيث صرّح أمام هيئة المحكمة بأنه تقدّم أمام مديرية التشغيل ''أونساج'' للسؤال على ملفه الذي وضعه شهر جانفي، غير أنه فوجئ باختفاء ملفه من المصلحة التي تقدّم منها، فذكر للقاضي أنه وجد في طلب دخول السجن حلا أفضل من أن ينتحر حرقا أو يهاجر سرا ''حراڤ''، فقرّر دخول السجن، بعدما تقدّم من مركز الشرطة وطلب دخول السجن، وهو لا يملك أي سبب لذلك، فافتعل مناوشات مع أحدهم حتى فتم توقيفه بتهمة إهانة شرطي أثناء تأدية مهامه -حسبما دار في جلسة المحاكمة، ليقرر القاضي معاقبته بعقوبة موقوفة التنفيذ مع تعويض مالي للضحية.