شرع المعهد الوطني للصحة العمومية، في التحقيق حول أسباب وفيات الرضع، على مستوى المؤسسات الصحية والاستشفائية، حيث ستعمل ذات الهيئة على تحديد المسؤولين على تسجيل وفيات الرضع قبل الولادة، فضلا عن التشوهات التي تصيب العديد من حديثي الولادة. وأوضحت مراجع ''النهار''، أن التحقيق سيعمل على تحديد الأسباب التي تقف وراء تزايد الوفيات، وتشمل الولادة المبكرة، الاختناق، بالإضافة إلى التشوهات التي تصيب حديثي الولادة، والراجعة إلى العديد من العوامل، من بينها المضاعفات التي تنقلها الأم إلى رضيعها، بالإضافة إلى التعفنات ما بعد الولادة، ومن بين العوامل المتسببة في الوفيات، يضاف إلى كل ما تقدم، النقص في تكوين الأطباء والموارد البشرية، المكلفين برعاية المرأة الحامل ورضيعها. وفي إطار متصل، كشف التقرير الأخير الذي أعده الديوان الجزائري للإحصاء، عن تسجيل وفاة 36 ألف طفل بالجزائر سنويا خلال السنة الأولى من حياتهم، من بينهم 16 ألف يولدون أمواتا، ووصف التقرير الوضعية بالمخيفة لاستمرارها على حالها خلال مدة تترواح ما بين 5 و6 سنوات. وحسب إحصائيات وزارة الصحة، فإن 97 امرأة حامل من أصل 100 ألف حالة، تلقى مصرعها خلال ال40 يوما التي تلي عملية الولادة، بسبب نوعية الخدمات المقدمة على مستوى المؤسسات الصحية، التي لا تعمد إلى التكفل بشكل متواصل بالمرأة الحامل أثناء عملية التوليد وبعدها، والتي تستدعي المراقبة المستمرة للأم خلال تلك المدة، وهو الأمر الذي يفضي إلى وقوع تعقيدات صحية، إذ تأتي في مقدمة العوامل المؤدية إلى وفيات الحوامل عند الوضع النزيف الدموي الحاد. وعلى الصّعيد ذاته، تشير الأرقام الأخيرة الصادرة عن المعهد الوطني للصحة العمومية، إلى أن نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة سجّلت ارتفاعا محسوسا في 12 ولاية عبر الوطن، بنسبة مقدّرة ب40 بالمائة، حيث سجّلت في 12 ولاية، وتخص كل من ولاية ورڤلة، الأغواط، بشار، مستغانم، تيارت، وهران، باتنة، تبسة، قسنطينة، خنشلة، عنابة والجزائر العاصمة، بالإضافة إلى ذلك، فإن 50 بالمائة منهم يتوفون خلال 24 ساعة بعد ولادتهم.