كشفت الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن المعهد الوطني للصحة العمومية أن نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة، سجّلت ارتفاعا محسوسا في 12 ولاية عبر الوطن بنسبة مقدّرة ب40 من المائة. واستنادا إلى ذات المصادر، فإن النسب سجّلت في كل من ولاية ورڤلة، الأغواط، بشار، مستغانم، تيارت، وهران، باتنة، تبسة، قسنطينة، خنشلة، عنابة والجزائر العاصمة، بالإضافة إلى ذلك فإن 50 من المائة، منهم يتوفون خلال 24 ساعة بعد ولادتهم. وفي السياق ذاته، كشف البروفيسور جميل لبان، رئيس مصلحة الرضع بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أنه من بين الأسباب التي تقف وراء تزايد عدد الوفيات أوساط الرضع تأتي الولادة المبكرة في مقدمة الأسباب والإختناق، وذكر أن التشوّهات التي تصيب حديثي الولادة راجعة إلى عدة عوامل، من بينها المضاعفات التي تنقلها الأم إلى رضيعها، بالإضافة إلى التعفنات ما بعد الولادة. ومن بين العوامل المتسببة في الوفيات، ذكر الأستاذ النقص في تكوين الأطباء والموارد البشرية، المكلفين برعاية المرأة الحامل ورضيعها، مشيرا إلى أن المحيط الخارجي، له دور كبير في التأثير على صحة الأم وطفلها. وعلى الصعيد ذاته، كشفت المصادر ذاتها أن 97 امرأة حامل من أصل 100 ألف حالة، تلقى مصرعها خلال ال04 يوما التي تلي عملية الولادة، بسبب نوعية الخدمات المقدّمة على مستوى المؤسسات الصحية، التي لا تعمد إلى التكفل بشكل متواصل بالمرأة الحامل أثناء عملية التوليد وبعدها، والتي تستدعي المراقبة المستمرة للأم خلال تلك المدة، وهو الأمر الذي يفضي إلى وقوع تعقيدات صحية، إذ تأتي في مقدمة العوامل المؤدية إلى وفيات الحوامل عند الوضع النزيف الدموي الحاد. يذكر أن التقرير الأخير الذي أعدّه الديوان الجزائري للإحصاء، كشف عن تسجيل وفاة 36 ألف طفل بالجزائر سنويا خلال السنة الأولى من حياتهم، من بينهم 16 ألف يولدون أمواتا، ووصف التقرير الوضعية بالمخيفة لاستمرارها على حالها خلال مدة تترواح ما بين5 و6 سنوات.