في وقت يبقى فيه المشاهد الجزائري يعاني من ضعف الإنتاج الوطني الخاص بشهر الصيام دون أن يحرك ساكنا، لم يكد صناع المسلسلات الرمضانية في المشرق العربي يتنفسون الصعداء بعد انتهائهم من أعمالهم، حتى فوجئوا برفع دعاوى قضائية ضد هذه الأعمال و أحداثها، رغم الإقبال الواسع الذي تلقاه المسلسلات التي تعرض على مختلف الفضائيات العربية. البداية كانت مع محمد هنيدي والمؤلف والمنتج، حيث قامت نقابة المعلمين برفع دعوى قضائية ضدهم بسبب مسلسل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة "، واتهمت النقابات الثلاثة بالإساءة للمعلمين ولمهنة التدريس المقدسة وتعمدهم إظهار المدرسين بطريقة غير لائقة، لذلك طالبت النقابة بوقف عرض المسلسل فورا، كما كان مسلسل"نونة المأذونة" الذي تقوم ببطولته حنان ترك أولى المسلسلات التي تم رفع قضايا ضدها، وكان السبب الرئيس في المشكلة هو ارتداء حنان ترك عمامة في المسلسل، وهو ما أثار حفيظة عدد من علماء الأزهر مما دفع أحد المحامين لإقامة دعوى قضائية ضد صناع المسلسل، طالب خلالها بإيقاف عرض المسلسل بسبب إساءته للزي الأزهري. أما مسلسل "سمارة" الذي تقوم ببطولته غادة عبد الرازق، فهناك قضية مرفوعة حاليا من السيناريست مدحت السباعي ضد الشركة المنتجة والمؤلف مصطفى محرم بتهمة السطو على نص، مؤكداً أن والده المؤلف عبد المنعم السباعي قدم هذا العمل للإذاعة بالمشاركة مع المؤلف محمود إسماعيل وبعد فترة قصيرة أقامت "هياتم" صاحبة العمل، دعوى قضائية تطالب بإثبات حقها في هذا النص الذي اشترته من محمود إسماعيل قبل 25 عاما. أما مسلسل "الريان" فقد واجهته المشاكل منذ اليوم الأول لعرضه حيث أعلن أحمد الريان عدم رضاه عن المسلسل لأن مؤلف المسلسل استخدم خياله كثيرًا في الأحداث، معتبرا المسلسل الذي يحمل اسمه تشويها لصورته أمام الرأى العام، لافتا إلى أن الشركة المنتجة لم تراع العقد الموقع بينهما وأدخلت على السيناريو مشاهد ووقائع بعيدة عن الواقع، مشددا على أن عرض المسلسل بهذه الصورة أساء لأسرة الريان. واتهم الريان الشركة المنتجة بتشويه تاريخه، وقال إن المسلسل عرضه على الرأى العام بأنه شاطر فى جمع الأموال وهو ما يتنافى مع شخصيته. أما مسلسل "كيد النساء" فقد لاحقته الدعاوى منذ العرض الأول الخاص بالمسلسل قبل شهر رمضان، حيث قام المحامي نبيه الوحش برفع دعوى قضائية ضده بسبب لباس البطلتين غير المحتشم وتضمنه ألفاظا بذيئة، حيث تبارت كل من فيفي عبده وسمية الخشاب في التنافس في النزول بالمستوى الهابط لما هو أدنى من القاع نفسه. مسلسل "الشوارع الخلفية" بطولة الفنان السوري جمال سليمان، هو الآخر تعرض لمشكلة من نوع مختلف تتعلق باسمه، حيث أرسلت شركة صوت القاهرة خطابا للتلفزيون تطالبه بتغيير اسم العمل لوجود مسلسل آخر يحمل الاسم نفسه أنتجته شركة صوت القاهرة عام 1979 ، وأكد مسؤولو الشركة أن تغيير الاسم ضرورة لأن ظهوره بنفس الاسم يمثل إهدارا لحقوق صوت القاهرة ، ولكن لم يتم تغيير اسم المسلسل ولا تزال المشكلة قائمة إلى الآن. اكثر المسلسلات اثارة مسلسل "الحسن والحسين"، الذي مازالت أزمته قائمة، فرغم رفض الأزهر عرضه فإن القنوات المصرية التي اشترته أصرت على عرضه واستندت إلى الشيوخ الذين أفتوا بجواز عرض المسلسل، فمثلا قناة الحياة تعمدت إذاعة عدة تنويهات بأسماء المشايخ والهيئات الدينية التي وافقت على تجسيد الحسن والحسين سواء من مصر أو من السعودية.