وعد القذافي مقاومي بني وليد بحسناوات جميلات في حال ما قاموا بالتصدي لقوات الثوار الليبيين الذي من المنتظر أن يشنوا هجمات جديدة قد تكون حاسمة على المعاقل المتبقية لكتائب معمر القذافي في مدينة بني وليد، والتقدم نحو سرت بغرب البلاد مسقط رأسه. بثّت أمس إذاعة بني وليد الموالية للزعيم الليبي المخلوع العقيد معمر القذافي، رسالة يدعو إلى مقاومة قوات السلطات الليبية الجديدة، حيث أكد لهم أنه سيكافئهم بحسناوات جميلات. وقالت الرسالة: ''اخرجوا إلى الشوارع لحماية ورڤلة إنهم قادمون لقتلنا، يريدون نشر الفساد والدمار في كل مكان، اخرجوا اليوم، اليوم، اليوم، الآن وقد تسلَّحتم لا عذر لكم، إنه وقت الجهاد''. وأفاد مقاتلون أن مواجهات وقعت أمس في العديد من أحياء المدينة، وتولت سيارات الإسعاف نقل الضحايا وهم قتيلان و12 جريحا في صفوف الثوار الليبيين. إلى ذلك قال أحد قادة المجلس الانتقالي عطية علي ترهوني: ''لا نزال اليوم على أهبة الاستعداد وننتظر الأوامر لشن الهجوم الواسع النطاق الذي أعلن منذ أيام ولم يبدأ بعد''. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي وصل لأول مرة إلى العاصمة طرابلس السبت الماضي قد حذّر من أن العقيد الليبي السابق معمر القذافي لا يزال يشكل خطرًا، في الوقت الذي دعا فيه الزعيم الفار في رسالة صوتية جديدة الشعب الليبي إلى الثورة والقتال، قائلا: ''إن ساعة الصفر قد حانت''. أكّد وجود سوء فهم حول وصف موقف الجزائر من أحداث ليبيا بالغامض السفير الفرنسي بالجزائر: ''الوجود العسكري لقوات الناتو لن يطول في ليبيا'' أكّد السفير الفرنسي بالجزائر ''غزافييه دراينكورت''، أنه خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إلى الجزائر نهاية جوان الماضي، عرفت محادثات مكثفة ومعمقة مع السلطات الجزائرية حول القضية الليبية، مشيرا إلى إمكانية وجود سوء فهم، حول وصف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الموقف الجزائري بالغامض والملتبس تجاه ما يحدث في ليبيا. وأوضح السفير الفرنسي، في حوار أجراه أمس مع موقع ''كل شيء عن الجزائر''، أن دخول عائلة القذافي غير المتوقع إلى الجزائر هو الذي كان وراء خلق هذا الشعور بالغموض واللبس، ولكن كل المعلومات والتوضيحات حول المسألة تم تقديمها خلال ندوة أصدقاء ليبيا التي انعقدت بباريس، حتى أن فرنسا كانت ممتنّة جدا للجزائر لمشاركتها في الندوة. وعلى الصعيد ذاته، أفاد دراينكورت أن ليبيا لم تكن من ضمن أولويات الندوة الدولية لمكافحة الإرهاب التي احتضنتها الجزائر مؤخرا، مشيرا الى أن هذه الأخيرة كانت مبرمجة منذ عدة أشهر، أي قبل أحداث ليبيا الأخيرة، ولكن الندوة تزامنت مع ما تشهده ليبيا، وأكد السفير أن الملف الليبي لم يكن في قلب المحادثات التي انعقدت من أجلها هذه الأخيرة. وفي الشأن ذاته، قال دراينكورت أن الجميع يتفهّم المخاوف المتعلقة بانتشار الأسلحة في المنطقة، وذلك بحكم وقوع الجزائر على مقربة من ليبيا، إذ تجمعها حدود طويلة تفوق 1000 كيلومتر، والتي يسهل اختراقها في بعض الأحيان، وسط مخاوف من عمليات إرهابية، حيث تعتبر الجزائر المعنية الأولى بها. وأضاف أنه متفهّم أن جزءا من الرأي العام وليس الجزائري فقط قد فوجئ بتدخل حلف شمال الأطلسي، للمرة الأولى في المنطقة الإفريقية، ولكن قوات الناتو، تدخلت في إطار قانوني بحث ومعترف به دوليا، وبناء على أمر من هيئة الأممالمتحدة، وقال أنه في أي حال من الأحوال، لن يكون الوجود العسكري للحلف طويل الأمد وليس مبرمجا بتاتا.