تمكنت مصالح الأمن من الإطاحة بلص الحسابات البريدية في حالة تلبس بعدما ''دوّخ'' مصالح بريد الجزائر بدائرة بوسعادة إحدى أكبر الدوائر بولاية المسلية، حيث كان يقوم بسرقة الصكوك البريدية وبطاقات الهوية واستعمالها في سحب أموال من أرصدة المواطنين قدرت بالملايين. تفاصيل القضية التي عالجتها مصالح الأمن بدائرة بوسعادة تعود إلى اشتباه قابض بريد مكتب بوسعادة في المتهم المدعو ''ب. ع'' الذي تقدم لسحب مبلغ مالي هام بواسطة رخصة هوية مزورة وصك بريدي موقع من طرف صاحبه، الأمر الذي جعل قابض البريد يستدعي مصالح الأمن بعد إلغاء العملية المالية التي كان يقوم بها المتهم لأسباب احتياطية، وبوصول مصالح الأمن قاموا بتفتيش المتهم الذي عثروا بحوزته على رخصة سياقة مزورة، وعدد من الصكوك البريدية الموقعة من قبل أصحابها، إضافة إلى عدة بطاقات هوية لمختلف الأشخاص دون صور حاول المتهم تزويرها. التحقيق الذي واصلته مصالح الأمن بدائرة بوسعادة قاد إلى التوصل إلى عدة حيثيات هامة تتعلق بسحب مبلغ هام من قبل المتهم من حساب المدعو ''ب. ط''، إضافة إلى سحب كل أموال الضحية الثانية المدعو ''ح. ر'' وهي الحسابات التي كان يسحب منها الأموال مرة واحدة فقط قبل أن يقوم بتزوير بطاقات الهوية لعدد من الأشخاص ويقوم بسحب مبالغ أخرى من أرصدة لزبائن آخرين. المتهم الذي تم القبض عليه المدعو ''ب. ع'' أثبتت التحقيقات المعمقة التي قامت بها المصالح الأمنية أن المتهم مسبوق قضائيا في عمليات مماثلة بولاية المدية بعدما قام بتصفية حسابات زبائن بريد الجزائر من المبالغ التي كانت بها. وفي الشأن ذاته، قالت مصادر أمنية أن ضحيتين فقط تقدما لإيداع شكاوى تتعلق بتصفية حساباتهم البريدية من الأرصدة التي كانت فيها، فيما يكون المتهم قد تمكن من السطو على الملايين من حسابات بريدية أخرى لم يتقدم أصحابها بشكوى.