اتهم ضابط عسكري أمريكي سابق، أشرف على قيادة الفرقة الخاصة التي نفذت عملية القضاء على زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، أن هذا الأخير راح ضحية خيانة من ساعده الأيمن أيمن الظواهري، في إطار سعي هذا الأخير إلى تزعم تنظيم القاعدة بعد التخلص من بن لادن. وقال تشاك بفارير، القائد السابق بالقوات الخاصة الأمريكية والذي سبق له أن أشرف على قيادة فرقة الكومندوس التي أشرفت على اقتحام منزل بن لادن والقضاء عليه، في كتاب جديد من المفترض أن يصدر بعد أيام، أن أسامة بن لادن راح ضحية وشاية وخيانة من ساعده الأيمن، أيمن الظواهري، الذي دل الأمريكان بشكل غير مباشر على مكان وتواجد زعيم تنظيم القاعدة واختبائه. وأوضح صاحب كتاب ''سيل تارغيت جيرونيمو''، نقلا عن شهادات لجنود شاركوا في عملية اقتحام منزل بن لادن في مدينة ابوت أباد الباكستانية، أن الظواهري الذي كان يسمى في السابق بالرجل الثاني في تنظيم القاعدة قبل أن يتولى إمارة التنظيم بعد مقتل بن لادن، عمد إلى استخدام شخص معروف لدى المخابرات الأمريكية ومسجل ضمن المطلوبين لديها، ليكون بمثابة همزة الوصل بينه وبين بن لادن، من خلال تكليفه بنقل الرسائل والردود عليها، وهو ما أتاح للمخابرات الأمريكية تتبع ''الرسول الملغم'' ومن ثم تحديد مكان تواجد بن لادن والقضاء عليه. وأضاف مؤلف الكتاب، الذي سيصدر في غضون أيام، أن الرواية الحقيقية لمقتل بن لادن، مختلفة تماما لما جاء من قصص روتها السلطات الأمريكية في روايات رسمية، مشددا في هذا الإطار، على أن بن لادن قتل بعد دقيقة ونصف فقط من انطلاق عملية الاقتحام والهجوم وليس بعد 45 دقيقة مثلما جاء في رواية رسمية من قبل، مضيفا أيضا أن الهجوم تم عبر إنزال جوي واقتحام منزل بن لادن من السقف، وليس من خلال شن عملية اقتحام من الطابق الأرضي للمنزل، حيث قال صاحب الكتاب إنه اعتمد في نشر تلك المعطيات على شهادات قدمها جنود شاركوا في تلك العملية العسكرية. واتهم صاحب الكتاب السلطات الأمريكية بتلفيق الأكاذيب ونسج قصة حول ظروف مقتل بن لادن، موضحا أن الغرض من ذلك كان إظهار عمل النجاح والتميز للقوات الامريكية، قبل أن يشكك الكاتب في قدرة القوات الأمريكية على مواجهة عناصر القاعدة ميدانيا، مضيفا أنه بالرغم من أن المخابرات الأمريكية رصدت تواجد بن لادن في المنزل من خلال صور الأقمار الصناعية، إلا أنها فقدت عامل المفاجأة عقب تمكن حراس بن لادن من إسقاط مروحية، شاركت في الهجوم. وقال مؤلف الكتاب أنه قام بإجراء حوارات ومقابلات وجها لوجه مع عناصر من الفرقة العسكرية الخاصة التي شاركت في الهجوم على منزل بن لادن والقضاء عليه، مضيفا أنه تحدث أيضا إلى ضابط سام في الجيش الأمريكي برتبة ادميرال، غير أنه سرعان ما خرج متحدث عسكري باسم البنتاغون لينفي وجود إذن أو تصريح لأفراد فريق ''ستيلز'' الذي ساهم في القضاء على بن لادن، بالكشف عما بحوزتهم من معلومات وشهادات. وقال صاحب الكتاب الذي ينتظر أن يثير الكثير من الجدل، أن القائد في قوات البحرية الأمريكية الادميرال وليام مكريفين، كان في غرفة محصنة تحت الأرض في ولاية كارولينا الامريكية رفقة قائد فرقة ستيلز المكلفة باقتحام منزل بن لادن، على جانب ضابط في المخابرات الأمريكية، مضيفا أنهم أعطوا الإذن بالهجوم، بعدما تلقوا صورا من قمر صناعي وضع خصيصا لرصد تحركات بن لادن، وأن تلك الصور أثبتت أن هناك رجلا طوله أكثر من ستة أقدام يقيم بالطابق العلوي بالمنزل، وهو ما يتطابق تماما مع أوصاف بن لادن.