بعدما واجهته بحقيقة اهتراء الطاولات وقِدمها وغياب النظافة والي وهران يتهرّب من حلّ مشاكل قطاع التربية ويهين أستاذة على المباشر! أثار تدخل أستاذة في الطور الابتدائي خلال إشراف والي وهران، مسعود جاري، على الدخول المدرسي على مستوى ابتدائية "بن زرجب" بحي "المقري"، موجة من الاستياء لدى الرأي العام، عقب "تعريتها" لجملة من النقائص والسلبيات التي تعاني منها المؤسسة التربوية، والطريقة التي قابل بها الوالي تلك الانشغالات. الأستاذة العاملة في ذات الابتدائية، توجهت إلى والي وهران، مسعود جاري، خلال وقوفه عند التدابير الوقائية الاحترازية المعتمدة في إطار "البروتوكول" الصحي الذي أقرّته الوزارة الوصية خلال الدخول المدرسي الخاص بالطور الابتدائي، حيث حاولت أن تعرض بعض الانشغالات له، والحقائق التي تمّ التستر عنها، من بينها وضعية الابتدائية التي تعاني جملة من النقائص، مثل اهتراء كلي للطاولات، وهو ما وقفت عنده "النهار" في بعض الأقسام. كما سردت الأستاذة أمام الوالي، الحالة الكارثية التي توجد عليها دورات المياه، مضيفة بأن أولياء تلاميذ، قاموا بتهيئة بعضها من مالهم الخاص، لتعرّج فيما بعد على انعدام المياه وغياب منظفة في المؤسسة، الأمر الذي دفع الأساتذة إلى التطوّع لتنظيف وتعقيم الابتدائية قبل الدخول المدرسي لراحة وسلامة المتمدرسين. وبدلا من الخوض في تشريح ذلك الوضع الكارثي ومعرفة مسبّباته والبحث عن حلول، راح الوالي يحاول التهرّب من الحقيقة المرّة التي واجهته بها الأستاذة، ليقوم بإدارة ظهره أمامها، فيما كانت لا تزال تسرد أمامه وضعية المدرسة. وبدا واضحا كيف أن الوالي راح يحاول الاختباء وراء مصطلح "من وقت الاستعمار" الذي استعملته الأستاذة للتدليل على اهتراء الطاولات وقِدمها، حيث حاول المسؤول الأول على ولاية وهران، الاحتجاج على استعمال هذا المصطلح وإثارة قضية من لا شيء، بهدف تحويل الأنظار والتهرّب من مواجهة الواقع المرّ!. وقد أثار ذلك التصرف من جانب الوالي الجديد، الذي ظلّ صامتا منذ تعيينه على رأس ولاية وهران، تعاليق "الوهارنة"، الذين استعملوا عبارة "سكت دهرا ونطق كفرا"، فيما أبان قطاع واسع من الجزائريين، عن حفيظتهم وتذمرهم مما حدث، خصوصا وأن لقطات "الفيديو" المصوّرة للحادثة، نالت قسطا كبيرا من التداول بين الجزائريين. بيان متأخر.. بشعار "جا يكحّلها عماها"! وفي تطوّر لاحق، أصدرت مصالح ولاية وهران، بيانا "توضيحيا" عبر صفحتها الرسمية على "الفايسبوك"، حاولت فيه شرح واقعة أمس. غير أن البيان الذي لم ترد فيه أيّ عبارة أسف أو اعتذار على ما بدر من الوالي من سلوك، راح يحاول تحميل الأستاذة كامل المسؤولية، مركزا على استعمالها عبارة "من عهد الاستعمار"، وهو المصطلح الذي قال البيان إن الوالي حاول وصفه بأنه غير ملائم ولا يعكس حقيقة المجهودات التي قامت بها الدولة الجزائرية منذ الاستقلال. "بروتوكول" الوالي قال لي.. "تيزي فو"! قالت الأستاذة التي كانت بطلة لحادثة والي وهران، والإهانة التي مارسها على المباشر ضدها، أمس، إن مسؤول التشريفات الخاص بالوالي، خاطبها عندما حاولت إثارة الانشغالات التي تعاني منها برفقة زملائها، بالقول "تيزي فو" بالفرنسية. وأوضحت الأستاذة بأن المؤسسة التي تعمل فيها لا توجد بها منظّفات منذ 10 سنوات، مضيفة بأن من كنّ يعملن في المؤسسة خرجن للتقاعد، ومن حينها، يتم توظيف متقاعدات فقط يحضرن لبضع ساعات. وأوضحت الأستاذة بأن الكثير من زملائها يعانون من غياب النظافة في الأقسام، كاشفة بأنه حين جرى رفع الانشغال للمسؤولين، تمت مقابلتهم بعبارة "لا يوجد غلاف مالي".