يوسف جباري رئيس مولودية وهران بين عشية وضحاها أصبح أحد رموز وهران، وفي لمح البصر تحول إلى متهم من يد سابقه مراد مزيان في ظروف كارثية كانت تنبئ بأول سقوط الحمراوة إلى القسم الثاني.. 6 نقاط من أصل 11 مقابلة كاملة إنها أسوء بداية في تاريخ المولودية. حل شهر ديسمبر من سنة 2005، ومعه انتعشت آمال الحمراوة في أي الطريق الصحيح للبقاء في القسم الأول، 10 لاعبين جدد معظمهم قدماء استطاعوا بمعدل 50 ألف متفرج في كل لقاء من التحدي بطريقة جعلت جباري بطلا حمراويا حتى لا نقول الحمراوي الأول. سنتان بالضبط تمران عن تقليعة "جباري".. لكن اليوم الوضع مختلف تماما، مرتبة أخيرة ب 8 نقاط فقط، وعجز واضح في إيجاد الحلول القادرة على إعادة القطار إلى سكّته، لتكبر معها الشكوك في قدرات "جباري" الذي أصبح المتهم الأول فيما وصلت إليه المولودية. "النهار" وفي محاولة منها لأي مقاربة بين مولودية اليوم وجباري، اقتربت من وجه الحمراوة، وحاولت الخوض معه في آلام وآمال الأنصار، وفي المسببات الأولى في إعاقة المولودية التي وصلت سنتها التاسعة، فكان الحوار التالي: النهار: ماذا حدث بالضبط في المولودية؟ جباري: للوصول إلى نتيجة، لابد من تشخصيص الوضع بدقة.. المولودية تحتل المرتبة الأخيرة في البطولة، وهذا شيء لم يكن منتظراً أبداً، صحيح أننا حاولنا تشبيب الفريق، لكننا حافظنا على عدد كبير من اللاعبين الذين يملكون تجربة تسمح لهم بقيادة الفريق، لكن للأسف النتائج باتت في مستوى تطلعاتنا. النهار: تشبيب الفريق كان على حساب أعمدة الفريق الذين غادروا التشكيلة نحو فرق أخرى، ألا تعتقد أن السياسة لم تكن مدروسة بشكل جيد؟ جباري: العناصر التي غادرت الفريق لم تكن أبدا موضوعة في قاعة المسرحين، لكن هذه العناصر طالبت الإدارة بأموال طائلة في ظروف صعبة لم تكن فيها جاهزة لتلبية مطالبه، خاصة وأن العروض التي وصلتها كانت خيالية بالنسبة لبعض اللاعبين، كما أن هؤلاء كانوا في نهاية عقودهم وهو ما لم يسمح لنا بالحفاظ عليهم. النهار: الأنصار يرون أن مغادرة 8 لاعبين أساسيين للتشكيلة هو السبب المباشر في نتائج الفريق هذا الموسم، هل توافقهم الرأي؟ جباري: هذا سبب من بين الأسباب وليس السبب الوحيد، صحيح أن الدخول في منافسة ب 8 لاعبين أساسيين جدد مغامرة بالنظر لنقص الانسجام بين هؤلاء، لكن هناك أسباب أخرى مخجلة تؤثر بصورة مباشرة في حاجز ومستقبل المولودية. النهار: ماذا تقصد بالضبط؟ جباري: هناك أطراف تسعى بكل شيء للتأثير سلبا على المولودية، وغرضهم هو الرئيس جباري، هذا معروف، لكن اللامقبول هو أن يقوم هؤلاء بدفع الأموال لبعض أشباه المناصرين لسب اللاعبين في المقابلات، وتحويل وجهة بعض اللاعبين الذين كانوا ينوون التوقيع أو البقاء في المولودية، إنهم يبدلون أقصى مايملكون لتحطيم المولودية". النهار: تقصد المعارضة؟ جباري: ليس هناك معارضة، هناك ذباب يوجع القلب ويضيع وقتنا. النهار: ومع ذلك نجحت في ضم بعض الأسماء المعروفة، أين كان "الذباب" يمسها؟ جباري: لقد اتصلنا بعدد كبير من اللاعبين في فصل الصيف، ولم يكن طبيعيا أن ينجح هؤلاء في صرف كل اللاعبين عن التوقيع لصالح المولودية، لكنهم نجحوا في صرف بعضهم على غرار برملة الذي فضل اللعب في شبيبة القبائل. النهار: دعنا نعود إلى "الآن" ، ماذا فعل جباري لإنقاذ المولودية وإنقاذ نفسه من ورطة تقول أن المعارضة عقدتها لك؟ جباري: أولا، لابد من الإشارة أن الوضعية ليست كارثية، ففارق النقاط بيننا وبين صاحب المركز السابع لا يتجاوز ال 9 نقاط، يعني ثلاثة لقاءات فقط، لكن مع ذلك نتمنى أن يجد الفريق ضالته ويعود بقوة مع قويمز، كما أنني في اتصالات متقدمة مع بعض اللاعبين لتدعيم صفوف الفريق في الميركاتو. النهار: على ذكر قوميز.. ألا تعتقد أن عودته تثير الشكوك في قرارات الإدارة التي أقالته منذ أقل من شهرين، لتعود الآن وتقدمه على أنه المنقذ؟ جباري: الجميع يعلم أنني كنت ضد فكرة إقالة قوميز، لسبب بسيط وهو أن هذا المدرب هو الذي بدأ العمل مع التشكيلة الحالية، وأي مدرب آخر بعده سيتحجج في حالة الفشل بأنه لم يكن حاضرا ولا مسؤولا عن هذا الفوج، كما أن قوميز وعد الإدارة قبل بداية الموسم بفريق قوي لكن بعد مرور 7 أو 8 جولات، لكن لأنني ديمقراطي، فقد اجتمعت بأعضاء المكتب وصوت 9 أعضاء بضرورة إبعاد قوميز، وكنت الوحيد الذي رفض الفكرة، ومع ذلك تم إبعاد قوميز، قبل أن يقر أعضاء المكتب بأنهم كانوا مخطئون. النهار: لكن عدد كبير من اللاعبين لم يقبلوا بقرار عودة قوميز، ووقعوا عريضة رفض بهذا الخصوص، ألم تخش شخصيا فكرة انقسام الفريق إلى مجموعتين بين معارض لعودته ومؤيد لها؟ جباري: هذا الكلام غير صحيح، وكل اللاعبين رحبوا بفكرة عودة قوميز، وكان آخرهم أحد اللاعبين الذي لم يكن على توافق مع قوميز، زارني صبيحة يوم السبت وأكد لي أنه على استعداد تام للعمل مع قوميز، وهذا شأن كل اللاعبين، بدليل الروح المعنوية المرتفعة للاعبين في أول حصة مع قوميز. النهار: قلت أنك ستدعم التشكيلة ببعض اللاعبين، هل يمكن معرفة عددهم وإن كانوا من القدماء؟ جباري: نحن بحاجة إلى 4 أو 5 لاعبين فقط، وقد باشرنا الاتصال مع بعضهم، هناك لاعبين لم يسبق لهم اللعب في المولودية وهناك آخرين من القدماء. النهار: هل يمكن معرفة أسمائهم؟ جباري: لست متخوفا من رؤساء الفرق الأخرى مثلما أنا متخوف من بعض المحسوبين على المولودية، ألم أقل لك سابقا أنهم مستعدون لفعل أي شيء لإغراق الفريق. النهار: وهل يوجد المال الكافي للتفاوض مع موقف قوة؟ جباري: المال في مولودية وهران يوفره جباري فقط، أنا من يبحث عن السبونسور، وأنا من يصرف من ماله الخاص، بالمختصر المفيد أنا المموّل الأول للمولودية، وأقول للجميع أن المال متوفر وسيسعد الحمراوة بفريقهم القريب العاجل". النهار: لعلها أموال بينيا؟ جباري: بينيا مرة أخرى؟.... لم ننه هذا المسلسل، لقد قدمنا قيمة تحويل بينيا وهذه صورة لعقد تحويله، لقد بيع ب 500000 أورو قدم لنا صورة طبق الأصل للعقد ولا الأمور مفصلة، صحيح أننا استفدنا كثيرا من الناحية المالية، لكن بالقيمة التي ذكرتها وليس القيمة التي ذكرت في أحد المواقع الإلكترونية، هناك محاولات لإدخال الشك إلى صفوف اللاعبين والأنصار من خلال بعض الأكاذيب وهذه إحداها. النهار: أخيراً، ألاتعتقد أن معاناة المولودية طالت، وإنه آن الأوان لإعادتها إلى مصاف الفرق الكبرى؟ جباري: هذا أكيد، لكني أؤكد أن السبب الأول فيما حدث هو الانقلاب الذي حدث سنة 94، لقد فزنا سنة 92 و93 ببطولتين، وكنا على وشك تدعيم أقدامنا على الساحة القارية، لكن مجموعة معينة لم يعجبها الوضع وقامت بتغيير الإدارة والفريق، ليضيع عمل سنوات طويلة والنتيجة معروفة بعد ذلك. النهار:كلمة أخيرة؟ جباري: كلمتي موجهة لأنصار المولودية، أقولها وأعيدها أن المولودية فريق، كلّ غيور على اللونين الأحمر والأبيض، هذا الفريق بحاجة إلى مؤازرتكم وليس أي شيء آخر، وكل شيء سيتصلح وتعود الأمور إلى نصابها، هذا وعد مني لكل حمراوة، أمّا الذين يصطادون في المياه العكرة فلن يصطادوا غير القذارة".