هواري بومدين هذا العملاق الذي كان له موعدا مع التاريخ حيث أتى في وقت كانت الجزائر في أمس الحاجة إليه ،اليوم وبعد كل ما قدمه للوطن من تضحيات وجهود جبارة تمثلت في انجازات ومرافق عمومية ومؤسسات ضخمة وإدارة عصرية مازال كل ذلك شاهدا على عظمة الرجل وبعد تفكيره وإستراتيجيته في إعادة بناء الدولة الجزائرية التي خربها الاستعمار وأعادها إلى حدود ما قبل التاريخ.. ؟ لكن الزعيم الراحل كان في مستوى الحدث فكانت الجزائر تحت قياده مثالا يضرب به للعرب والأفارقة ودول العالم السائر في طريق النمو ، ليس فقط في المجال السياسي وإنما في كل المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والصناعية ،ولولا أن الموت عاجله لكان للجزائر شأن آخر.. ! رغم كل ما قدمه الزعيم الراحل وناضل من أجله تأتي أناس لا يمكن أن يقارنوا به ومن جميع الاتجاهات يتطاولون عليه وينعتونه بأبشع الصفات وأقبح الأعمال ،سواء يدلي بذلك عن طريق ما يسمى بالمذكرات أو من وجدها فرصة بعد نشرها ليلق ما شاء عليها مستغلا الفرصة ليقدح في الرجل وهو الذي أفضى إلى خالقه دون أو يورث أهله وزوجته دينارا أو درها ، وفوق ذلك ورث للشعب الجزائري الأنفة وحب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله ، وهي الأشياء التي تفتقدها الكثير من الأوطان التي نراها اليوم تعاني أزمات داخلية قد أدت إلى احتلالها وتفكيك مجتمعاتها نتيجة التدخل الخارجي وضعف الروابط الاجتماعية وقلة الوعي السياسي بين أفراد هذه الدول..؟ بومدين رجل دولة بامتياز وموهبة سياسية فذة وزعيم لا يشق له غبار ، هو فوق كل هؤلاء الذين يأكلون من خبز معاوية ويصلون خلف علي لا يهمهم إلا النفع الشخصي !.. مر بنا يوم أمس 19 جوان كأنه لا حدث،والذي كان حدثنا استثنائيا في الجزائر أعاد بعث دولتها من جديد ووضعها على سكة التنمية والفعالية ..؟ !