لم يعد يفصلنا عن بداية العطلة الصيفية بصفة رسمية على الأقل لدى الأساتذة والطلاب والتلاميذ إلا أسبوعين على الأكثر ،بما يعني أن الكل سوف يكون في حل من أمره بعد الخامس من جويلية وبعد أن تعلن نتائج شهادتي التعليم المتوسط والباكلوريا ،وكذا نتائج الامتحانات بالجامعة التي في الحقيقة لكثرة الاضطرابات بها والإضرابات وقلة التحصيل والاهتمام بالدروس ونقص المواظبة عليها تحولت إلى ما يشبه مكانا للتجمعات الطلابية واللقاءات الشبابية التي تلعب وتخوض في كل شيء إلا العلم والمقرر الدراسي ..؟ بعد الانتهاء رسميا من هذا الذي كان يجمع الكثير من الأسرة الجامعية والمدرسية ،يدخل هؤلاء الذين من المفروض أن يعول عليهم في المساهمة في بناء الدولة الجزائرية وبناء مستقبل الأجيال القادمة ،ولكن كل ذلك يجب أن نعد له العدة على مستوى مدارسنا الابتدائية والثانوية وكذا الجامعية ،فليس الذي يهم هو العدد الهائل والنسبة المرتفعة التي تحققت في السنوات الأخيرة ،ولكن الذي نسعى إليه ونريده أن يتحقق كمجتمع وكأمة أن يرتقي أهل الاختصاص على مستوى مؤسساتنا المذكورة بالمستوى العلمي والدراسي لطلابنا وأن تكون حقيقة هذه الأماكن المقدسة مرتع علم وتحصيل علمي لا غير ،عكس ما نراه اليوم حيث تحولت ما يسمى ببعض الجامعات إلى ملحقات ثانوية لا يحسن فيها الطالب في كثير من الأحيان القراءة والكتابة ناهيك عن التفكير العلمي أو التخطيط و المساهمة في الإنتاج الفكري العالمي.. ! لو حققنا وطنيا ولا أقول مغاربيا أو إقليميا بعض الطموحات النوعية بالمقارنة بما عند الأشقاء في المغرب وتونس ودول الخليج ،أو نعود على الأقل إلى المستوى العلمي والدراسي والاهتمام الذي كانا عليه خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات لكان يحق لنا كمجتمع جزائري أن نخرج في عطلة ونختار الوجه التي نحب ونهوى ،ولكن كل ذلك افتراء على أنفسنا فالمستوى الحقيقي الذي نحمله نحن ويحمله أطفالنا وطلابنا أقل بكثير مما هو عليه ومما نرجو في المنظومة التعليمة التي نتمنى أن يعاد فيها النظر..؟ !