حتى الذين يدعون أنهم يمارسون الديمقراطية ويحيونها واقعا ملموسا في الغرب كالأمريكيين والفرنسيين،فهم في حقيقة الأمر ليسوا كذلك وإنما هم أنظمة جمهورية تدعي الديمقراطية،وما الصراعات على كرسي الرئاسة ومقاعد البرلمان إلا دليل ذلك،حيث وفي سبيلهما يهون كل شيء،ولأجلهما يدوس الساسة على القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنصب المكائد ويتجسس بعضهم على بعض،من أجل الفوز في الانتخابات على حساب الخصم ولو كان على حق..؟ لقد تبين زيف الديمقراطية الغربية،حيث الأزمة العالمية التي حدثت بين روسيا وأمريكا من خلال أوكرانيا التي دفعت دفعا ثم تم التضحية بها،فقد ضاع الوطن وتشتت المواطنين عبر عدة بلدان مجاورة،نتيجة عدم الاحتكام إلى العقل وعدم استخدام الدبلوماسية للحفاظ على البلاد،وقد تجلى كذلك هذا الزيف أثناء تجميد العلاقات الدبلوماسية الجزائرية- الاسبانية،حيث وقف الغرب الذي يدعي الديمقراطية والحياد مع الجارة ابنة العم إسبانيا دون روية ولا تفكير،وما حرب اليهود الصهاينة على غزة خير مثال على هذه القذارة السياسية العمياء المساندة لإسرائيل..؟ ومن هنا فإن الغرب الصليبي الذي وجه سهامه نحو صدور قادة العرب والمسلمين بدعوى حقوق الإنسان وبسط الديمقراطية في ديار هؤلاء الناس الذين ذاقوا من شرورهم والتي سبق وأن جربوها فكانت المرارة والندم،يريد هؤلاء اليوم أن يكرروا نفس التجربة وبالتعاون مع عملاء لهم في الداخل والخارج،ولكن الشعوب في الكثير من بلدان الوطن العربي تفطنوا إلى ذلك وقد يعدون يوما ما العدة لمواجهة هذا العدوان المبيت على الأقصى بل وكل فلسطين.. لن يفلح كل من وضع يده في يد أعداء الأمة ولن يغفر له التاريخ ذلك،وإن كانت بعض الشعوب في المنطقة تتغنى بأنها قامت بثورة وتخلصت من الديكتاتور الذي كان يحكمها،فقد وقعت في مطب الفوضى العارمة الخلاقة التي لن يخرجوا منها إلا بتضحيات جسام لم تكن تخطر ببالهم،ولأن الغرب الذي وقف في مع الثورات العربية،ليس لأجل سواد عيون العرب،ولكن لحاجة في نفس يعقوب،قضاها أو لم يقضها..؟!