عاشت الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها الليلة،ليلة ليست كباقي الليالي،ليلة أضاءت لها السماوات والأراضي،إنها ليلة مولد خير البرية محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين،عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ..؟ جاءت بعثته صلى الله عليه وسلم والعالم حينها يعج بالظالمين والمقهورين،يستعبد فيهم القوي الضعيف،فلا حرمة ولا رحمة من كبير على صغير،المرأة تباع وتشترى والبنت تؤد،والقبائل في تطاحن متواصل لسنوات لأسباب تافهة ،بل وأكثر من هذا شعوب تذل شعوبا أخرى باسم الكهنوت والمسيح،والغلبة لمن يملك الجيوش الجرارة التي تغير وتحتل أمما خارج مناطقها الجغرافية والإقليمية لقرون،كما حصل مع العرب حين احتلتهم الفرس واستعبدتهم وأذلتهم لقرون،وكذا الحال فعل الروم والوندال والبيزنطيين، مع سكان وشعوب شمال أفريقيا لقرون عديدة من الاحتلال والهوان،حتى طردوا من قبل الفاتحين لهذه البلاد..! لقد كان مولده إيذانا ببعثته صلى الله عليه وسلم والتي كانت انتصارا للضعفاء وإعادة الحقوق إلى المستضعفين في الأرض والمقهورين من النساء والولدان بل وكل إنسان على أديم هذه الأرضي هو معني برسالته وهداه ونصرته له،وإن اختلفت الظروف من حيث الزمان المكان..؟ لقد كان صاحب الرسالة محمد (ص) صاحب خلق عظيم ونفس كبيرة ومبدأ لا يحيد عنه رغم المغريات والتهديد بالقتل والنفي،إلا أنه كان في مستوى المهمة الموكلة له من قبل الله جل جلاله،حيث هو أعلم أين يوضع رسالته الخاتمة..! فما أحوج إليه العالم اليوم الذي يتقاتل الناس في ربوعه دون أن يراعوا للدماء والأنفس حرمة ،ودون أن يهتدوا إلى الدين القويم الذي جاء به خاتم الأنبياء وبتعاليمه السمحاء التي أعادت للبشرية آدميتها وإنسانيتها التي فقدت مع ابتعادها عن هدى الإسلام وأخلاق نبيه وشمائله..؟ إنه الرحمة والعدل والمساواة والخلق الرفيع الذي ختم بهالله جل شأنه آخر رسالته،والتي بفضلها وبفضل هدى رسولها ساد المسلمون الأرض ويلغوا عنان السماء،فلك منا يا رسول الهدى كل التحيات والصلوات وأزكى السلام،لكن ما يؤلم القلب ويحز في النفس،هو ما عليه اليوم أمة الإسلام ..؟! يقول أمير الشعراء أحمد شوقي،في قصيدته الرائعة،إلى عرفات: شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهفٍ في عميق سباتِ بإيمانهم نورا ذكر وسنة فما بالهم في حللك الظلمات خليفة عقون