تعرف مشتة "الهندايا"، التابعة إداريا إلى بلدية "الدهوارة"، دائرة "حمام النبايل"، على بعد 50 كلم شرق قالمة، بموقعها المنعزل و المرتبط بالت خلف التنموي المجسد على أرض الواقع من خلال نمط المعيشة و المتمثل في أكواخ من الطوب مغطاة ب "الزنكل". وتعتبر الأحمرة الوسيلة الوحيدة المتوفرة لنقل قارورات غاز البوتان ، و هي المعاناة الحقيقية في فصل الشتاء ، حيث يشكل النقل عائقا حقيقيا أرهق كاهل السكان ، إذ يتحتم عليهم خاصة التلاميذ، قطع مسافة طويلة للوصول إلى الطريق الرئيسي ، و هو عبارة عن مسلك ترابي وعر، يزيد في معاناتهم خلال الفترة الشتوية ، وقد أدى هذا الطريق، إلى انقلاب جرار على متنه أطفال مدارس، فيما طالب السكان بتهيئة الطريق، للخروج من العزلة و منه تسهيل حركة النقل لقضاء مصالحهم ، و قد تم انجاز المشروع بنسبة 50 بالمائة ، و لم يكتمل بسبب اعتراض بعض المواطنين للمقاول، ما أدى إلى توقفه بصفة نهائية . و رغم الشكاوي المتعددة، حسب بعض العائلات ممن تحدثنا إليهم، إلا أن شكاويهم تظل حبيسة الأدراج، فيما تم انجاز طرق أخرى، هذه الوضعية المزرية أجبرت العديد من العائلات، على هجر منازلها و الالتحاق بمناطق أخرى، علما أن مشتة "الهندايا" أصبحت تضم 6 عائلات، بعدما كانت تضم 30 عائلة، رحلوا إلى "المشروحة، بوشقوف، عين مباركة" و غيرها، هروبا من المعاناة اليومية، و بالرغم من أن المنطقة لا تبعد إلا ب2 كلم من بلدية "الدهوارة"، إلا أن سكانها لم يستفيدوا من شيء ماعدا شبكة الكهرباء، ولازالوا يلجأون إلى مياه الينابيع للتزود بالماء، و كذا انعدام قنوات الصرف الصحي، إلى جانب كل هذا، يبقى الطريق المشكل العويص، الذي يزيد كل يوم من استياء و تذمر سكان "الهندايا"، و قد طالب السكان كافة الجهات المعنية و المسؤولة، بفتح و تعبيد الطريق، و نشير إلى أن أحد السكان، استفاد من البناء الريفي بقيمة 12 مليون سنتيم، و توفي و لم يقدم على انجاز المشروع.