وسط أدغال وأحراش دوار الهنداية بالبسباسة ببلدية الدهوارة الواقعة شرق ولاية قالمة علي بعد حوالي 50 كلم، تعيش العجوز»شرقية « أرملة معاطلية ذات ال75 سنة، داخل كوخ مبني بالطوب ومغطى بصفائح الزنك ، جدرانه تملأه التشققات، ،رفقة ابنيها المعاقين ذهنيا وبنسبة 100 بالمائة، حدي، عبد الرحمان، بالإضافة إلى الابن الثالث حسين وهو الآخر معاق . مأساة حقيقية تلك التي تعيشها هذه العائلة، زيادة على الفقر المدقع، وزادتها إصابة ابنا العائلة حدي وعبد الرحمان 35 و37 سنة من إعاقة ذهنية وبنسبة 100 بالمائة أما والدتهما، العجوز »شرقية « فهي تعاني من عدة أمراض منها فقر الدم، والتهاب الأمعاء والطحال، إنها مأساة اجتماعية بأدغال الدهوارة، فقر وجوع، وعزلة خانقة وصعوبة في التنقل لجلب المواد الغذائية والغاز ونقل المرضي، علي ظهور الحمير والجرارات على مسافة تقدر بحوالي 2 كلم، عبر مسلك ترابي للراجلين غير مفتوح. يتولى مسؤولية إعالة هذه العائلة، الابن الثالث حسين، هو الآخر معوق ويعمل أجيرا عند الخواص بصفة متقطعة وغير دائمة، وما يجلبه لا يلبي احتياجات الأسرة المعوق . تنقلنا مشيا على الأقدام على مسافة 2 كلم، ولم نصل إلى المكان المقصود إلا بشق الأنفس، أين وقفنا على معاناة هؤلاء الذين يعيشون في سجن الأحياء، يطبخون وسط كوخ يشبه خم للد جاج، مبني في شكل هرم صغير وضيق، وينامون على أفرشة قديمة جدا، يفترشون الأرض، وينتظرون الإعانة من أصحاب القرار، وحسب الأخ الأكبر حسين، الذي يقول : لقد اكتوينا بحر الصيف وبرد الشتاء، مضيفا أن والدهم رحمه الله قد استفاد سابقا من البناء الريفي بقيمة 12 مليون سنتيم، ولم يكتمل وضع السقف و بقيت الجدران والأعمدة واقفة وهم داخل كوخ، وحالتهم هذه يقاسمها حسب لخضر الكثير من القاطنين بذات المشتة، الذين يعيشون العزلة الخانقة، حيث أن عدم إتمام فتح هذا المسلك المؤدي إلي دوار الهنداية بالبسباسة، سببه اعتراض أصحاب الأملاك الخاصة، ومنذ الثمانينات يقول: لخضر معاطلية ونحن نشتكي للسلطات المحلية والدائرة من أجل فك العزلة عن دوار البسباسة » الهنداية « وإتمام المشروع الذي أنجز منه قرابة 50 بالمائة، ولم يكتمل بسبب اعتراض بعض المواطنين قبل أن تتوقف الأشغال بصفة نهائية، ويظل حوالي 30 مواطنا يعانون من العزلة، وقد اضطر البعض منهم للنزوح إلى »عين أمباركة« مقر بلدية الدهوارة حاليا، ويتذ كر محدثنا لخضر معاطلية، حادثة انقلاب الجرار عبر هذا الطريق الوعر، وهو عائد من الدهوارة نحو مشتة الهنداية وعلى متنه أطفال متمدرسون ومن جملتهم ابنتيه بشري وندي، اللتان أصيبتا بجروح خطيرة يومها، ويضيف أنه ولصعوبة التنقل والذهاب والإياب للمدرسة اضطر إلى توقيفهما عن مواصلة تعليمهن. وتناشد العجوز »شرقية « السلطات المعنية، أن ترأف لحالها، وتنتشلها من حالة البؤس و الحرمان التي تعيشها، فيما يأمل سكان هذه المشتة أن يلتفت إليهم المعنيين بالتدخل العاجل لفك العزلة وإتمام المشروع لتسهيل التنقل والتكفل بهذه العائلة المنكوبة والمتكونة من أربعة أشخاص كلهم معاقون ومرضى.