ظل المركز التجاري البلدي ب "حي الكوبيماد"، بالقرب من مصلحة الاستعجالات "عليا صالح"، بتبسة، وكرا لممارسة مختلف أنواع الرذيلة والفساد، لمدة تفوق ال10 سنوات، وهذا ما أثار استياء سكان المدينة. وكثيرا ما عبر سكان الأحياء المجاورة للمركز عن رفضهم لما آل إليه و سئموا وضعه كهيكل محطم الأبواب والنوافذ، معتبرين أنه نقطة سوداء بالحي يستغلها مدمنو المخدرات والكحول لاستهلاك سمومهم هناك، مع العلم أنه يتوسط أحياء سكنية ومؤسسات تربوية، لكن وضعه اليوم أصبح مغايرا تماما حيث تنفس السكان الصعداء، بعد أن استطاعت مؤسسة "بوطرفة" للاتصالات، من تحويل المركز التجاري البلدي، إلى مكان للتسوق وملتقى للعائلات، وهو مساهمة فعالة للقضاء على وكر للفساد والجريمة، بل وتحويله إلى مركز تسوق، غيّر من مظهر الشارع، الذي تحول إلى قبلة للعائلات، لما فيه من أمن ونظام، وبذلك نافس وبشدة سوق وسط المدينة، الذي يثير مخاوف العائلات في هذه الفترة، بسبب انتشار حوادث السرقة والسطو، رغم المجهودات الأمنية المبذولة، إلا أن التحكم في الوضع بشكل نهائي يبقى مهمة بالغة الصعوبة، وهذا من أبرز الأسباب التي جعلت الكثير من العائلات، تفضل التبضع من المركز التجاري، و تجد كل مستلزماتها في أجنحته المتنوعة، والتي تعرض سلعا لتجار أتوا من مختلف ولايات الوطن، بالإضافة إلى تجار من دول الصين وسوريا وإيران وفلسطين وتونس. هذا كما تم تشغيل العديد من الشباب بأجور يومية بالمعرض، الذي وفر لهم مناصب عمل وأبعدهم عن الإجرام والمخدرات وشبح البطالة، ناهيك عن تنظيف المركز ومحيطه من مخلفات إهمال دام 10 سنوات، وقد قدمت بلدية تبسة دعمها الكامل للمؤسسة، و قامت باستخراج أكثر من 400 شاحنة من الردم والنفايات والأوساخ المتراكمة، الى جانب القضاء على الجرذان التي عمت أرجاء المركز. كما عمدت إدارة مؤسسة بوطرفة للاتصالات، إلى تنظيم مسابقات وخلق جو تنافسي بين الأطفال، بمناسبة الشهر الفضيل، وتتمثل في مسابقة لحفظ القران الكريم، والفائز يتحصل على جوائز معتبرة، إلى جانب تنظيم طومبولا بسحب أسبوعي لزوار المعرض، بقيمة 10 آلاف دينار جزائري. وقد أثنت السلطات المحلية والأمنية، على المجهود المعتبر التي قدمته المؤسسة، والطريقة التي انتهجتها لمعالجة الأوضاع المزرية بهذا المركز، الذي لطالما سبب متاعب لرجال الأمن نتيجة تحوله إلى بؤرة للفساد، وهو مثال عن أن المؤسسات أيضا، قادرة على تقديم شيء ايجابي وفعال لفائدة المجتمع، وهي سابقة بولاية تبسة يتمنى الجميع تكرارها، وقد حظيت المبادرة باهتمام شخصي من والي ولاية تبسة، الذي تابع عملية إعادة الاعتبار للمركز التجاري البلدي منذ انطلاقها، وهذا في إطار الاهتمام بالقضاء على أوكار الانحراف والجريمة، وخلق فضاءات ترفيه للعائلات، وتدعيم مساعي المؤسسات العمومية والخاصة في هذا الشأن.