النتائج أو عملية الانتقاء التي أجرتها مديريات التربية عبر مختلف ولايات الوطن والتي تهدف إلى توظيف 16 ألف معلم وأستاذ،لم تمر بردا وسلاما على الكثير من المشاركين ،خاصة منهم فئة الأساتذة المتعاقدين ، الذين رأوا أنهم قد هضمت حقوقهم وتعرضوا إلى إقصاء مقصود ،والشيء نفسه يمكن عن يقال عن بقية الشرائح والفئات التي كان لها رد فعل متباين ترك أثرها لدى الجهات المعنية ،وأقل ما يقال عنه تعليقا عن ذلك هو السخط وعدم الرضا والإحساس بالحقرة ونوعا من المحسوبية قد فعلت فعلتها في الموضوع. ومن هنا فإن استنكار وعدم قبول وبالتالي ما ينتج عن ذلك من تنديد أو لنقل في المجمل ردود أفعال كان في مقدمتها ماقام به الأساتذة المتعاقدين غير الناجحين في مسابقة التوظيف التي تم إجراؤها في 12 من الشهر الجاري مستمرة، حيث سجلت مديرية التربية بولاية عنابة محاولة انتحار فاشلة لأستاذة مادة الرياضايات التي قامت بصب البنزين على كامل جسدها أمام مدخل المديرية احتجاجا على عدم إدماجها رغم أنها تملك خبرة 13 سنة، حيث دخلت قطاع التربية في 25 سنة وقضت سنوات تدريسها من مدرسة إلى أخرى بصفة التعاقد إلى أن أعلنت الوزارة عن فتح باب التوظيف أمام الأساتذة المتعاقدين الذين لديهم الأولوية بناء على سلم التنقيط الذي منح 09 نقاط كاملة منها 06 لسنوات الخبرة و03 لأقدمية الشهادة، غير أن النتائج التي تم الإعلان عنها في 22 أوت كانت بمثابة الضربة القاضية بعدما تم إقصاء جميع المتحصلين على شهادة الليسانس من التعليم الثانوي وهو ما أدى بها إلى محاولة الانتحار خاصة وأن سنها اليوم لا يسمح لها بالتوجه إلى قطاع آخر. وقد عرفت الولاية اعتصام عشرات الأساتذة غير الناجحين أمام مقر مديرية التربية الذين شككوا في نزاهة لجنة الانتقاء التي اعتمدتها الوزارة واتهامها بالمحسوبية. ولاية تبسة هي الأخرى استيقظت على وقع اعتصام عشرات المترشحين المقصين من أجل الاحتجاج على عدم الشفافية في طريقة دراسة الملفات، والذين طالبوا من مديرية التربية تعليق جميع نقاطهم وتعليق نقاط الفائزين، في حين حرر الخاسرون في المسابقة بولاية بسكرة عريضة وجهوا منها نسخ إلى والي ولاية بسكرة وأخرى إلى مديرية التربية طالبوا فيها بإرسال لجنة تحقيق وزارية لتقصي الحقائق، كما فضلوا الاعتصام سلميا إلى غاية الحصول على رد الهيئات المسؤولة، حيث أكدوا أن ما آل إليه أوضاع الشباب البطالين خرجي الجامعات والمعاهد وما مسهم من تهميش وبيروقراطية والمحسوبية من طرف مسؤولي قطاع التربية لولاية بسكرة في مسابقات التوظيف المعلن عنها من طرف وزارة التربية الوطنية والمقررة في 12/08/2012 والتي تمت في ظروف غامضة ومشكوك في نزاهتها وذلك من حيث دراسة الملفات، تنقيط الامتحان الشفوي، تنقيط الخبرة، الطريقة التي أجري بها الامتحان والتي كانت عبارة عن حصة تعارف، إلى جانب نجاح مترشحين خارج الولاية، صغر السن، وإقصاء الخرجين القدامى الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، حيث يوجد منهم من درس (07) سنوات ومتخرج منذ 2002، 2003، 2005... الخ، إضافة إلى وجود عدد كبير من الناجحين من نظام (ل م د) وكذلك نسبة الإناث تفوق الخيال في كافة الأطوار. موجة الإحتجاج هذه مسّت كل من ولاية قسنطينةالواديالجلفة وغيرها عبر فيها المحتجون عن استيائهم من هذه النتائج التي لم تخدم الأساتذة المتعاقدين وفقا للوعود التي أقرتها الوزارة عشية الإعلان عن المسابقة بعد قرار توقيف العمل بنظام التعاقد واختيار مجموعة توظف في المناصب الشاغرة، والتي لم يتم الإعلان عنها لحد الساعة، مع اقتراب موعد بداية الموسم الدراسي الجديد، كما شككوا في النتائج المعلن عنها، وذكروا بأن أعدادا كثيرة من المترشحين غير المؤهلين نجحوا بطريقة مفضوحة وهم من ذوي المعارف والمقربين من محيط عمال المديرية والقطاع. السناباب: نتائج المسابقة تلغم الدخول الاجتماعي من جهتها الأمينة العامة لنقابة الوظيف العمومي السناباب نصيرة غزلان أكدت أن مسابقة التوظيف في قطاع التربية أشعلت فتيل موجة الاحتجاجات مجددا، حيث بخرت كل أحلام الأساتذة المتعاقدين من الحصول على وظيفة دائمة وهو ما سيجعل القطاع يعيش على فوهة بركان خلال الدخول الاجتماعي القادم، موضحة أن العديد من الخاسرين في المسابقة سينتقلون إلى العاصمة مطلع الشهر القادم للاحتجاج أمام وزارة التربية الوطنية في الوقت الذي هدد بعض الآخر بالانتحار حرقا بالبنزين في حال لم يتم إنصافهم قبل الدخول الاجتماعي. وحملت الأمينة العامة لنقابة السناباب وزارة التربية مسؤولية تداعيات الوضع الراهن، مؤكدة أنها أقدمت على إنهاء نظام التعاقد قبل أن تتكفل بالأساتذة المتعاقدين الذين يملكون خبرة لا تقل عن 10 سنوات ليجدوا اليوم أنفسهم في مواجهة شبح البطالة بعدما منحت كل المناصب للمتخرجين الجدد من نظام (ال م دي)، حيث أشارت أنه كان من المفروض عليها أن تكافئ فرص النجاح سواء لمتخرجي النظام الكلاسيكي أو الجديد، كما اوضحت أنه ليس دخل للوظيف العمومي بشروط المسابقة كما لوحت إليه بعض نقابات القطاع بدليل أن ملفات الترشح تم إيداعها على مستوى مديريات التربية التي أقرت شروط الالتحاق وسلم التنقيط. كما لم تخف غزلان تخوفها من غضب الجبهة الاجتماعية خلال الدخول الاجتماعي القادم، حيث أكدت من المحتمل أن تشهد عدة قطاعات وقفات احتجاجية للعمال سواء للمطالبة بالإدماج او تحسين أوضعاهم المهنية والاجتماعية خاصة وأنهم أمضوا صيفا صعبا جدا واجهوا فيه غلاء المعيشة.