احتضنت أمس جامعة الجزائر -3- بالعاصمة فعاليات الملتقى الوطني الأول حول »التطرف وتداعياته في الفكر والدين والسياسة« الذي نظم برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك بالبناية الجديدة حيث نشطه مجموعة من الأساتذة والمفكرين المختصين في علوم الدين، أين خصص المحور الأول منه للتطرف في المنظومة الفكرية والثاني للغلو في الدين، فيما تطرق آخر لمحور التعصب في الممارسات السياسية. اعتبر الدكتور العيد زغلامي بجامعة الجزائر خلال مداخلته التي حملت عنوان »شرعية حرية التعبير ومتطلبات المسؤولية الاجتماعية في الفضاء العمومي« بأن تهجم الصحفي الدنماركي على شخص الرسول محمد الكريم ينم عن جهله بوجود مجتمع إسلامي، وعدم إدراكه للمسؤولية الاجتماعية ضمن الأطر الجديدة للحق في الاتصال، مراهنا على مبادرات الدول العربية لفرض معايير تصنيف الدول من حيث حرية التعبير والصحافة على خلفية فشل مركز الدراسات العربية في ذلك، بعدما اتضح بأن مسؤوله كان ضحية مراوغة، حيث نبه السلطة بضرورة تفادي التأثير السلبي للإعلام الغربي عن طريق فتح مجال السمعي البصري وتوسيع حرية الأحزاب من أجل تحصين الجبهة الداخلية. من جهته أكد الدكتور أحمد حمدي بجامعة الجزائر بأن حرية التعبير مطروحة منذ العهد الاستعماري رغم خطورتها، على اعتبار أنها توظف في مجال التطرف والغلو في الحرية. كما عارض الدكتور عمر سعدي فكرة استعمال مصطلح »التطرف« بدل «اللاوسطية» والاستشهاد كذلك بتجارب الدول الغربية ومنظريها في مكافحة هذه الظاهرة رغم أن المسلمين والعرب كانوا السباقين في طرحها، مستطردا خلال تعقيبه على مداخلات المشاركين «علينا طرح إشكال مهم وهو كيف نتعامل مع التطرف وما هي العلاقة الموجودة بين حرية التعبير والاغتيالات والانقلابات». في سياق ذي صلة أكد الدكتور محند برقوق بأن التطرف موجود في الإسلام منذ مدة مشيرا إلى أن هناك من استعمله من أجل بلوغ أهدافه المنشودة، مبرزا دور الجامعة والمدرسة في لعبها لدور كبير في مواجهة التطرف بالإضافة إلى الحوار، في إشارة منه إلى أن التطرف ظاهرة عالمية تعاني منها جميع الدول.