في إطار نشاطات المعرض الوطني للكتاب المنظَّم بقصر المعرض “صافكس”، قدّم الكاتب والإعلامي الفرنسي بول بالطا أول أمس بالجزائر، جزءا من مذكراته تحمل عنوان “لقاءاتي مع هواري بومدين”، تحدّث فيها عن تجربته الصحفية بالجزائر ولقاءاته مع الرئيس الراحل هواري بومدين. سرد بالطا الذي كان مراسلا لجريدة “لوموند” الفرنسية بالبلدان المغاربية من 1973 إلى 1978 خلال ندوة، تحت عنوان “الثورة الجزائرية بعيون شاهد عيان” عُقدت في إطار الطبعة 8 للمعرض الوطني للكتاب، أهم المحطات التاريخية التي مرّ بها كمراسل للجريدة بالجزائر، ومنها التقاؤه لأول مرة بالرئيس الراحل، وهذا قبيل مؤتمر دول عدم الإنحياز الذي انعقد بالجزائر عام 1973. وقال الكاتب إن بومدين قرّبه منه منذ تلك اللحظة وتحدّث معه مرارا، مؤكدا أنه اكتشف سريعا أن الرئيس الراحل كان على معرفة به، ومطّلعا كليا على مساره المهني وأصول أمه (المصرية اللبنانية)، كما أنه كان على علم بكل ما كُتب وما كان يُكتب. وقال بالطا في معرض حديثه إن بومدين كان من الرؤساء “الأكثر حضورا جنبا إلى جنب عبد الناصر وبورڤيبة”، واصفا إياه بأنه “كان صاحب فعل كما كان صارما وكان خجولا، كما كان فخورا، وكان يحكم بنوع من الذاتية ولكنه كان إنسانيا”. بول بالطا كاتب وإعلامي فرنسي وُلد بالإسكندرية من أب فرنسي وأم مصرية. أقام بالجزائر خمس سنوات لمّا كان مراسلا لجريدة “لوموند”. له عدة مؤلفات منها “السياسة العربية لفرنسا” (1973)، و«استراتيجية بومدين” (1978)، كما ستصدر قريبا مذكراته التي ستحمل عنوان “مذكرات من الضفاف الست: مسار متوسطي”. يُذكر أن الطبعة 8 للمعرض الوطني للكتاب فتحت أبوابها للزوار يوم الخميس بقصر المعارض بالصنوبر البحري “صافكس” تحت شعار “من التحرر إلى التطور”. وستستمر فعاليات هذه الطبعة التي تعرف حضور 108 دار نشر تعرض أكثر من 300 عنوان، إلى غاية 21 من الشهر الجاري.