تعرض ليلة أول أمس، المرشح الثاني لحزب جبهة التحرير الوطني بولاية الطارف إلى محاولة تصفية واغتيال من طرف مجموعة مسلحة وملثمة مجهولة العدد والهوية، اعترضت طريقه واقتادته إلى وسط الغابة تحت التهديد، وهي الحادثة التي خطفت يوم أمس حديث الشارع المحلي بالطارف الذي ندد بالواقعة ووصفتها الطبقة السياسية بالسابقة الخطيرة. أفاد المرشح طارق تريدي في مقابلة مع «السلام» بسرير المستشفى المركزي وسط مدينة الطارف أين يرقد لتلقي العلاج، أنه تعرض إلى محاولة اغتيال بعدما «اعترضته مجموعة مسلحة وملثمة كان ثلاثة من أفرادها يهتفون باسم جبهة التحرير الوطني حين كنت مارا بالقرب منهم، فتوقفت لتحيتهم لكنهم اقتادوني بالقوة من السيارة وتوجهوا بي نحو الغابة المجاورة للطريق، ثم حاولوا حرقي بواسطة صب البنزين على جسدي وإضرام النار»، وتابع الضحية «لكن هبوب الرياح في ذاك الوقت حال دون تنفيذ مبتغاهم بحرقي». وأضاف المعني الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة مرشحي الحزب العتيد للانتخابات التشريعية المقبلة، أنه لم يتعرف على أي كان رافضا توجيه أصابع الاتهام لأي طرف على خلفية «أنه لا توجد لي عداوات أو خصومات مع أي جهة كانت». وتردد في بيت الحزب العتيد الذي يتأهب لاستقبال أمينه العام عبد العزيز بلخادم عشية اليوم لتنشيط تجمع شعبي لفائدة الحملة الانتخابية، أن خصوما سياسيين يقفون وراء محاولة النيل من المرشح الثاني لسباق التشريعيات انطلاقا من أن الجناة الذين اعترضوا طريقه بالمكان المسمى «العش لخضر»، على محور الطريق الوطني الساحلي رقم 84 أ الذي يربط بين بلديتي القالة وبريحان، قد اعتمدوا «حيلة سياسية» لما هتفوا باسم تشكيلته الحزبية وكتبوا عبارات تشير إلى تسمية لاتينية مختصرة لحزب سياسي يصفه الأفلانيون بالغريم. وفيما باشرت مصالح الأمن والدرك الوطنيين تحقيقات معمقة لفك طلاسم هذه القضية التي وصفت بالسابقة الخطيرة في الممارسة السياسية بالولاية وشرعت في استجواب مقربين من الضحية ومعارفه، لا زال المعني طريح فراش المرض يتلقى العلاج بعد تعرضه إلى كسر في الرجل اليمنى وحروق متفاوتة الخطورة ببعض أطراف الجسم. وقال مصدر طبي عليم أنه تقرر إخضاع المعني لمراقبة طبية خاصة مع وضعه تحت رعاية فريق لأخصائيين نفسانيين. وأشار مصدر من محيط العائلة أن سيارة الضحية تعرضت للتخريب، دون تقديم تفاصيل أخرى حول هذه الحادثة التي خلفت استنكار الطبقة السياسية التي شجبت ما اعتبرته «جريمة نكراء ترفضها كل الشرائع والقوانين الوضعية». وكشف مصدر من مكتب محافظة الأفلان بالطارف أنه تم رفع تقرير إلى «الجهاز» المركزي للحزب يخض تفاصيل القضية. وأضاف المتحدث أن قياديين في الجبهة يتقدمهم الأمين العام عبد العزيز بلخادم اتصلوا للاطمئنان على صحة المعني فور إذاعة الخبر. ويرتقب أن يخصص بلخادم حيزا معتبرا من الكلمة التي سيلقيها في التجمع الشعبي المزمع تنظيمه اليوم بالقاعة متعددة الرياضات ببلدية بوثلجة، لإدانة الحادثة.