تشهد مصلحة التوليد وأمراض النساء بالمركز الاستشفائي الجامعي سعدانة محمد عبد النور بسطيف، اكتظاظا منقطع النظير، نتيجة الإقبال الكبير لسكان البلدية والبلديات التابعة لمركز الولاية، حيث يواجهن ظروفا مزرية وسوء الاستقبال من قبل الجهات المختصة بالمؤسسة. المشكل الأول الذي يعترض النساء الحوامل بهذه المنطقة هو استحالة الدخول إلا بطرق ملتوية أو عن طريق الوساطة، حسب شهادة الكثير من النسوة الوافدات على المؤسسة الاستشفائية للولادة بها، حيث قلن في هذا الخصوص بأنهن لا تفارقهن صورة الحوامل، اللواتي يعانين من صعوبات، وهن يتوسلن إلى الحارس من أجل تعجيل التحاقهن بقاعة الفحص. كما لا يختلف التكفل بالحوامل كثيرا عن باقي العيادات بسبب الاكتظاظ ونقص العمال، غير أن البعض يحصل على الأكل عن طريق ‘'المحسوبية'' خارج أوقات الزيارة من قبل أعوان الأمن والمنظفات، وهو ما أثار انزعاجا واسعا. كما أن معظمهن لا يتم استقبالهن دون أدنى مراعاة لحالتهن، ما يؤدي، في أغلب الأحيان، إلى حدوث فوضى ونشوب شجارات. وبعد معاناة وجملة من المشاكل عاشتها الحوامل اللائي أسعفهن الحظ في الظفر بسرير في هذه المصلحة وجّهن نداء إلى السلطات المعنية من أجل التدخل لمعالجة الأوضاع الكارثية التي تسود مصلحة التوليد؛ في ظل انعدام أدنى الشروط المطلوبة خاصة فيما يتعلق بالنظافة، التي من المفترض أن تكون على رأس الأولويات، فحسب شهادات عدة حوامل فإن الحالة المزرية التي آلت إليها المصلحة في السنوات الأخيرة أصبحت لا تطاق، وهي في حالة تدهور مستمر؛ حيث وصلت إلى حد تخصيص سرير واحد لثلاث حوامل، وتحويل غرفة تتسع لسريرين إلى غرفة ذات أربعة أسرّة، بالإضافة إلى رداءة نوعية الوجبات الغذائية التي تقدَّم باردة، ومنع إدخال الأكل من الخارج حسب التعليمة المطبَّقة من إدارة المؤسسة الاستشفائية، فالحامل التي تدخل هذه العيادة ستعاني، لا محالة، خاصة أثناء الليل، كما يجب أن تخضع لأوامر المنظفة، التي لا تجد حرجا في إطلاق العنان لصراخها بمجرد دخولها المصلحة، التي تنهي بها عملها في لحظات، يقول مصدرنا. أما غياب الممرضة ليلا وصعوبة الاتصال بها فهو أكبر مشكل يمكنه أن يضع حياة الحامل في خطر. والمشكل الأكثر خطورة الذي أزّم كثيرا من وضعية النساء الحوامل بالمنطقة، ندرة اللقاحات المستعمَلة في التوليد، مما سمح ببيعها بأثمان باهظة، حيث يصل سعر الحقنة الواحدة منها إلى 1500دج، والنساء يحتجن لأكثر من واحدة، ولكي يتم شراؤها بهذا المبلغ من الصعب جدا؛ بسبب ندرتها وعدم وفرتها بمستشفيات الولاية.