إن أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الشحناء، وعندما سئل صلى الله عليه وسلم في الحديث أي الناس أفضل؟ قال: “كل مخموم القلب صدوق اللسان” قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: “هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد” أخرجه ابن ماجة. وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة ونعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) الحجر. والمسلم مطالب بتزكية نفسه والبعد عن الغل والحقد والحسد فمن أخلص دينه لله عز وجل فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة، عندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة، وسيحزن إذا أصابتهم مصيبة، سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة. فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم” [رواه أصحاب السنن وغيرهم بطرق كثيرة وألفاظ مختلفة] وقال ابن القيم رحمه الله: (والتغافل عن زلات الناس وترك الانشغال بما لا يعنيه وسلامة القلب من تلك الأخلاق المذمومة ونحو ذلك، فكلها ناشئة عن الخشوع وعلو الهمة والله سبحانه أخبر عن الأرض بأنها تكون خاشعة ثم ينزل عليها الماء، فتهتز وتربو وتأخذ زينتها وبهجتها فكذلك المخلوق منها إذا أصابه حظه من التوفيق).