تجتاح ولاية الطارف منذ شهرين أزمة عطش حادة تسبب فيها النقص الفادح لكميات المياه الموزعة على المواطنين، أين بلغ متوسط التوزيع نصف ساعة كل 4 أيام وهي نسبة لا تكفي لسد أبسط حاجيات السكان التي تتضاعف مع موسم الحر، هذه الوضعية أثارت موجة غضب واستياء لدى سكان الولاية التي تضم 4 سدود ممتلئة عن آخرها بسعة 600 مليون لتر مكعب. واعتبر هؤلاء أنّ هذه الأزمة المتجددة لا مبرر لها سوى سوء التسيير من قبل مؤسسة سياتا، هذه الأخيرة تبرر الأزمة بحجة تجديد قنواتها وانكسار بعضها الآخر، وكذا الأعطال التقنية على مستوى محطات التصفية والتوزيع. من جهتهم، يتهم المواطنون عمال محطات التوزيع بالتواطؤ مع باعة المياه بالصهاريج المتنقلة عن طريق قطع المياه، ليجد هؤلاء الفرصة لعرض خدماتهم، حيث تجاوز عدد الشاحنات المخصصة لبيع مياه الشرب 500 شاحنة تجوب 24 بلدية يوميا، وبالرغم من استفحال هذه الظاهرة إلا أن السلطات المحلية وكذا الولائية لم تحرك ساكنا تجاه هذه القضية، ليبقى المواطن الضحية الأولى والأخيرة. من جهتهم، لا يزال سكان بلدية بريحان يتزودون من المياه الملوثة ذات اللون الأحمر التي تصب في حنفياتهم، رغم الوعود المتكررة من قبل السلطات المعنية والولائية في خرجاتها الميدانية بإيجاد حل لهذه الأزمة التي تحتل الصدارة بين انشغالات السكان منذ عدة سنوات، أين يعاني أكثر من 5 آلاف نسمة من السكان من بينهم 900 نسمة بقرية الداغرة من انعدام المياه الصالحة للشرب، مما اضطرهم إلى خرق السمط الجوفي لمياه بوقلاز الموجهة لولاية عنابة المجاورة بطريقة غير قانونية وغير صحية، نظرا لاهتراء جدار الأنبوب الحديدي الذي أدى إلى تلوث المياه المنقولة التي تسببت بعدة أمراض لنصف السكان. هذا السد الذي رفضت ولاية عنابة استغلاله لعدم تطابقه للمعايير التقنية والصحية، في حين يمر على هذه البلدية المعروفة بمنابع بوقلاز 147 سمط نحو عنابة، وهو الأمر الذي يثير استياء وتذمر سكان المنطقة. من جهة أخرى، يشتكي سكان بلدية عصفور بالجهة الغربية للولاية من الطعم المالح لمياه الشرب التي تصل بيوتهم والتي لا تصلح للشرب أو للاستعمال اليومي لملوحتها الشديدة، أين طالب السكان بربط شبكتهم بمياه سد الشافية التي لا تبعد عنهم سوى ب 6 كلم والذي يحوي 170 مليون لتر مكعب.