الزائر لحي 400 مسكن في بلدية ذراع بن خدة بتيزي وزو، يصاب بحالة من الذهول أمام مشاهد الفوضى العارمة وتلك الأكوام من الأتربة والقمامة المتناثرة هنا وهناك، فضلا عما تثيره الروائح النتنة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي والمياه القذرة التي تسد الأنفاس مع الانتشار الواسع للأمراض الجلدية، على غرار الحساسية خاصة عند الأطفال الصغار الذين يدفعون فاتورة عدم لا مبالاة المسؤولين المحليين بهموم السكان ومشاكلهم العالقة. يعاني سكان الحي البعيد بعشرة كيلومترات غرب عاصمة الولاية، من مشكل تسربات قنوات الصرف الصحي التي أغرقت الحي بالمياه القذرة التي تطفو على السطح، مشكّلة بركا من المياه المتعفنة حاصرت منازل السكان الذين أطلقوا نداءات استغاثة للسلطات المحلية عدة مرات، قصد التدخل العاجل والسريع لإيجاد حل نهائي للجحيم الذي أضحوا يكابدونه يوميا، نظرا للكارثة البيئية بكل امتياز التي يعيش تحت رحمتها سكان الحي المذكور. وصبّ هؤلاء جال غضبهم على السلطات البلدية سيما "المير" الذي لم يعر بحسبهم الأمر أي أهمية، ولم يكلف نفسه – مثلما قال سكان الحي - عناء التدخل من أجل إصلاح قنوات الصرف الصحي المتصدعة والتي لاتزال المياه القذرة تتسرب منها، وذلك رغم المراسلات والنداءات المتكررة التي أطلقها السكان، إلا أنّ لا حياة لمن تنادي، حيث - يضيف السكان -، أنّ لا أحد من المسؤولين لم يأبه لمعاناتهم، في وقت أصبحوا يترددون بشكل يومي على الأطباء والمستشفيات نتيجة إصابتهم بعديد من الأمراض، نظرا لمالا ترتّب عن الروائح الكريهة التي تنبعث من تسربات المياه القذرة وكذا تلوث المحيط الذي نجمت عنه عدة أمراض خاصة الحساسية والربو. ويعد الأطفال الصغار أكثر من يدفع ثمن لا مبالاة المسؤولين المحليين، إذ باتت هذه الشريحة الهشة عرضة لمختلف الأمراض المزمنة التي يسببها تلوث المحيط البيئي، وقد تفاقمت معاناة السكان اليومية خاصة خلال هذه الأيام الصيفية مع الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، ما بات ينذر بكارثة بيئية كبيرة، خصوصا العائلات التي تقطن بمحاذاة البحيرات التي تجمعت بها المياه القذرة نتيجة عقلية (البريكولاج) التي اعتمدتها الشركة التي جرى تكليفها بمهمة إنجاز هذا الحي، وقد ظهرت كل العيوب بعد فترة وجيزة من تشييده، لتستمر فصول المعاناة للعام الخامس على التوالي.