أعرب قاطنو البيوت القصديرية المتواجد على مستوى إقليم بلدية بئر توتة بالعاصمة، عن استيائهم الشديد من الأوضاع المزرية التي يكتوون بها منذ عدة سنوات، وأبدى هؤلاء تذمرهم الكبير لما أسموه “سياسة اللامبالاة” التي تنتهجها ضدهم السلطات المحلية، مناشدين إياها بالتدخل العاجل لترحيلهم إلى سكنات لائقة تخلصهم من جحيم بيوت القصدير التي حولت حياتهم إلى كابوس حقيقي ينغّص استقرارهم. في تصريحات خاصة ب”لسلام”، أكّد ممثلو العائلات القاطنة بهذا الحي القصديري، أنهم يعيشون جحيما حقيقيا تبعا لانعدام أبسط ضروريات العيش الكريم التي يفتقدونها منذ سنين طوال، مشيرين إلى الأخطار التي يعيشونها خاصة وأنّ الكوابل الكهربائية مثبتة بطريقة غير منظمة، ما بات يشكل خطرا على حياتهم خصوصا على الأطفال بالدرجة الأولى. كما ينبّه السكان إلى الروائح الكريهة الناجمة عن انسداد قنوات مياه الصرف التي ملّ منها السكان، ما تسبّب في انتشار عدة أمراض مزمنة كالحساسية وأمراض الربو، وما زاد من تذمر العائلات وقلقها اتساع رقعة السرقات التي تنفذها مجموعات من المنحرفين بالحي، ووصل الأمر بهذه المجموعات إلى سرقة الأسقف المصنوعة من الزنك وبيعها في سوق الخردة من أجل الحصول على السموم البيضاء. من جهتها، أفادتنا المواطنة (ح.س) أنّ بعض شباب الحي المذكور حوّلوا بيوتهم إلى أوكار للرذيلة، ويقومون بأفعال لا أخلاقية تسيء إلى سكان الحي، وأكدت محدثتنا أنها شاهدة عيان على هذه الظاهرة التي تقع في وضح النهار أمام مرأى الجميع. في سياق متصل، أشار قاطنو الحي أنهم تقدموا بعدة شكاوى لدى السلطات المحلية، ورفعوا عدة مراسلات للإدارة المسؤولة لوضع حلول لهذه المشاكل التي أصبحت هاجسهم لكن لا حياة لمن تنادي، رغم كثرة المناشدات كل مرة حتى تجسّد الجهات المعنية وعودها على أرض الواقع وترحّل عائلات القصدير إلى سكنات لائقة تتوفر على مقومات العيش الكريم. وأمام هذه المعطيات، جدّد سكان الحي القصديري ببلدية بئر توتة رفع انشغالاتهم إلى المصالح المختصة للتعاطي بإيجابية مع الموقف، عبر تسريع انتشالهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ سنوات، آملين بذلك أن تجد نداءاتهم آذانا صاغية حتى يتخلصوا من معاناتهم التي طالت.