تعد إلتهابات وحصيّات المرارة من أهم الأمراض التي تصاب بها هذه الأخيرة، وعادة ما يشتكي المريض من آلام حادة قد تتطلب نقله فورا للمستشفى، ليجد نفسه في حيرة بين الصيام من عدمه. إنّ الإصابة بالمرارة يؤدي إلى ألم غاية في الشدة، ولكن قبل الوصول إلى تلك المرحلة هناك جملة من الأعراض التي تدّل على إصابة الفرد بهذا المرض، يجملها الدكتور محمد شريف بلعربي في ارتفاع درجات الحرارة، التقيؤ، الشعور بضغط في محيط البطن ووجود ألم متكّرر في الجهة اليمنى منه، ويمتّد هذا الألم ليشمل الأطراف في الجهة نفسها، ومع مرور الوقت يصبح الألم لا يطاق. وعن أهمية المرارة في جسم الإنسان، يقول د / بلعربي أنه عبارة عن كيس يقع أسفل الكبد، ويضمّ المادة التي يفرزها ووظيفتها هي العمل على هضم المواد الدسمة، وفي حال الإصابة بمرض في المرارة تصبح عاطلة وغير قادرة على أداء مهمتها. ويفصّل بلعربي بشأن الإصابة قائلا: “يبدأ المرض بشكل التهاب لتتشكل بعدها الحصوات في المرارة، ويزيد الطعام الغنيّ بالدسم في تأزّم الوضع، كما أن المرارة قد تحتوي أيضا على الكولسترول الذي له علاقة مباشرة بالإصابة بالتهاب المرارة، ليتطورالأمر إلى حصوات في حال لم تعالج الحالة في الوقت المناسب”. وعن الصوم من عدمه، يؤكد الطبيب أنه مرتبط بحالة كل فرد والدرجة التي وصل إليها المرض ويبقى ذلك حسب ما يقرره الطبيب المعالج، ويشرح في هذا الباب: “في حال تطلّبت الحالة عملية جراحية عاجلة فعلى الفرد إجراؤها وتعويض الأيام التي أفطر فيها برخصة من الطبيب، وهناك حالات تكون فيها المضاعفات واضحة على الفرد ونوبة من الألم الشديد، ما يستدعي نقل الفرد إلى المستشفى وأحيانا تتم معالجة الحالة عن طريق إعطائه مهدئ أما الصوم عامة لمريض المرارة دون أعراض فلم يثبت أنه مضر”. إن التهاب المرارة قد يكون له مضاعفات خطيرة على صحّة الفرد، وقد يصل هذا الإلتهاب إلى الأعضاء المجاورة، لذا تعتبر إزالة المرارة عندما تثبت التحاليل احتواءها على التهاب أو حصيّات قرار طبي لا جدال فيه. وعن تأثير نزع المرارة يؤكد المتحدث أن ذلك لا يؤثر على صحة الفرد في حال الإلتزام بالإرشادات الطبية لأن للكبد مكان لتخزين المادة الصفراوية. نصائح طبية لمرضى المرارة إن لمرض المرارة علاقة بالنظام الغذائي للفرد وقلّة الحركة ويزيد عند أصحاب السمنة المفرطة، لذا ينصح د/ بلعربي بضرورة الامتناع عن أكل الحلويات خاصة المصنوعة من صفار البيض ومختلف الدهون على غرار الزبدة والسمن وتجنّب الإكثار من المثلجات والشوكولاطة مع الابتعاد عن المأكولات المقلية، ومن الأفضل أن تكون مطهية على البخار مع التقليل من اللحوم الحمراء، ومن الأفضل دوما تناول اللحوم البيضاء والسمك مع الإكثار من الخضروات والفواكه، العسل مع الإكثار من شرب الماء. تشخيص المرض قد يكون عن طريق فحص يدوي من خلال الضغط على مكان في البطن وأحيانا يتطلب الأمر تحليلا طبيا للتأكد من الإصابة بالمرض، وبخصوص العمليات الجراحية فيؤكد الطبيب ذاته أنها سهلة وتتم عن طريق الجراحة بالمنظار.