يعتبر تواجد الحصى في المرارة من المشكلات الصحية الشائعة الانتشار في الجزائر وهو مرض نسائي بالدرجة الأولى، فهو يصيب عادة النساء ثلاثة أضعاف الرجال. تزداد الإصابة بحصوات المرارة في ما بعد سن الأربعين، كما يزداد ظهور حصوات المرارة عند ذوات الوزن الزائد مقارنة بالنساء ذوات الوزن الطبيعي، وأسباب تكونها تعود للاستعداد الوراثي الذي يجعل المرض ينتشر بين عائلات أكثر من غيرها. تعاني الكثير من النساء من أوجاع على مستوى البطن، يفسرها أغلبيتهم على أنها ناتجة عن حصى المرارة. وحول هدا المرض تقول الدكتورة امينة برناوي طبيبة عامة إن المرارة هي كيس عضلي صغير يقع تحت الكبد في المنطقة العليا اليمنى من البطن ذو فتحة واحدة من الأعلى تربطها بأنبوب قصير متفرع من قناة تأتي من الكبد وحتى الجزء الأول من الأمعاء الدقيق أو ما يسمى بالإثنى عشر. والمشكلة، كما تذكر الدكتورة امينة برناوي، أن الكثيرات يربطن أي وجع في الجهة اليمنى بالمرارة، فالعديد من الناس قد يكون لديهم حصوات بالمرارة دون أن تسبب لهم أي مشكلات صحية ولا يتم اكتشاف وجودها إلا أثناء الفحص بموجات فوق صوتية أو بأشعة اكس للبطن. ومن الأعراض المعروفة للمرارة ألم خفيف بين الحين والآخر في المنطقة اليمنى أعلى البطن مع أعراض مثل عدم الارتياح للأطعمة ذات المحتوى الدهني وزيادة انتفاخ البطن مباشرة بعد الأكل والإحساس بالشبع المبكر والغثيان الخفيف. لكن هناك حالات يتحول فيها الألم الى حدود لا تطاق وتؤدي حصاة المرارة إلى التهاب حاد بالمرارة وهو ما يدعو لاستئصالها. وتضيف الدكتورة برناوي أن هناك أنواعا عديدة من المأكولات والمشروبات التي يساعد الإفراط فيها على تكون حصوات المرارة، منها مثلا القهوة والشاي والحلويات والاطعمة الدسمة. وللوقاية من تكون هذه الحصوات وتقليل خطر الإصابة بها ينصح بتناول كميات وافرة من الماء والخضار والفواكه الطازجة ومنتجات فول الصويا والتقليل من الزيوت والدهون. الرجيم السريع يزيد من مخاطر الإصابة تنصح الدكتورة برناوي النساء أيضا بالتخلص من الوزن الزائد و مراعاة تقسيم الوجبات الى 4-5 وجبات على مدار اليوم .كما وذكرت أن الخسارة السريعة للوزن تساعد على زيادة مخاطر الإصابة بحصوات المرارة. لذا يجب تخفيف الوزن تدريجيا باتباع نظام غذائي صحي متوازن ومفيد. وعن علاج المرض تقول الدكتورة برناوي إن دلك يخضع لطرق مختلفة تعتمد على وسائل مختلفة وعلى المظاهر المرضية للحصوات وعلى سن المريض ووظيفته وعلى حجم الحصوات وعلى كفاءة الكيس المراري بل على مكان الحصوة، فإن كانت فى القناة المرارية فيختلف أسلوب وطريقة علاجها عن حصوات الكيس المراري، لذلك لا يمكن تقدير ذلك إلا من الطبيب المتخصص كما انه لابد من التخلص منها مادام فى وجودها أذى، ولا يمكن استئصال الكيس المراري السليم الذي يحوي هذه الحصوات لأنه ثبت أن للكيس المراري السليم فوائد عديدة، ويمكن للطبيب أن يرى الطريقة الأمثل لتفتيت الحصى أو نزعه عن طريق الجراحة أو باستعمال طرق أخرى يراها مناسبة لحالة مريضه.