إحتراما لمطالب الحراك الشعبي أعلن كل من عبد العزيز بلعيد، رئيس حزب جبهة المستقبل، بلقاسم ساحلي، الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري، و كذا الجنرال المتقاعد علي الغديري، أمس عدولهم عن الترشح للإنتخابات الرئاسية المقررة في ال 4 جويلية القادم، و ذلك تفاعلا و إستجابة منهم مع مطالب الحراك الشعبي الرافض لتنظيم هذا الإستحقاق الإنتخابي المصيري تحت إشراف رموز “العصابات”. أرجع المكتب الوطني لحزب “ANR” في بيان له أمس تحوز “السلام” على نسخة منه، قرار تعليق ساحلي، مشاركته في رئاسيات 4 جويلية، إلى عدم توفّر الشروط المناسبة لنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي المصيري و الهام، هذا بعدما ذكّر بأنه سبق للحزب و أن أكّد بأن ترشيح أمينه العام، مرهون بضرورة مرافقة الحل الدستوري و الانتخابي، بجملة من الإجراءات السياسية لطمأنة الرأي العام الوطني، و ترميم الثقة المهزوزة بين السلطة و الحراك الشعبي، خاصة ما تعلق – يضيف المصدر ذاته – بتشكيل حكومة كفاءات وطنية بقيادة شخصية مستقلة و توافقية، و معالجة إشكالية عدم شرعية رئيس المجلس الشعبي الوطني، (التي أشار لها الحزب منذ اليوم الأول الذي تم فيه السطو على هذا المنصب)، و خرق قوانين الجمهورية شهر أكتوبر من العام الماضي، و تنصيب هيئة وطنية مستقلة للإشراف على الانتخابات. هذا وجدد حزب التحالف الوطني الجمهوري، تمسكه بالحل الدستوري والانتخابي، و رفضه المطالب “غير العقلانية” للحراك الشعبي، خاصة منها التي تنادي برحيل كل رموز النظام السابق واتهامها بالفساد، معتبرا ذلك من العوامل التي من شأنها إطالة أمد الأزمة و الوقوع في الفراغ الدستوري، و أكد “ANR” في هذا الشأن أنه يتقاسم الموقف الوطني و التصّور الحكيم المعبّر عنه من طرف الجيش الوطني الشعبي، بقيادة الفريق أحمد قايد صالح، رئيس الأركان، القائل بإجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، و في أحسن الظروف المتاحة. أمّا الجنرال المتقاعد، علي غديري، قال في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية في “الفايسبوك”، “فيما يخص انتخابات 4 جويلية، لست مترشحا و لم أودع أي ملف لدى المجلس الدستوري، و ذلك إستجابة لإرادة الشعب .. أنا إبن الشعب وأحترمه و أحترم ثورته”. كما أعلن هو الأخر رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد عن عدم ايداع ملف ترشحه لاستحقاقات الرئاسية شهر جويلية المقبل لدى المجلس الدستوري حسب بيان صادر عن الحزب مرجعا سبب من جهته، برّر المكتب السياسي لحزب جبهة المستقبل، في بيان له أمس إطلعت عليه “السلام”، تراجع رئيسه عبد العزيز بلعيد، عن خوض غمار رئاسيات 4 جويلية، إلى عدة نقاط أبرزها الغموض و الجمود اللذين يسودان الساحة السياسية الوطنية، و يدفعان إلى انعدام التحضير الجدي والحقيقي لهذا الموعد المهم، بالإضافة إلى عدم تنصيب لجنة مستقلة تضمن نزاهة وشفافية الانتخابات، فضلا عن انعدام التنافسية السياسية لإضفاء جو ديمقراطي على هذا الموعد الإنتخابي المصيري، وكذا عدم تجسيد الحوار الذي نادت إليه مؤسسة الجيش الوطني الشعبي. في السياق ذاته، جددت جبهة المستقبل، تمسكها بالمسار السياسي في إطار الدستور كخيار يؤمن مستقبل البلاد ويضمن للشعب حرية التعبير بكل ديمقراطية عن سيادته، معتبرة أن الانتخابات الشفافة والنزيهة هي السبيل الأمثل والوحيد لتخطى الأزمة السياسية التي تواجهها البلاد. و عليه فإن إنسحاب الأسماء الثلاثة السالفة الذكر (التي تعتبر الأبرز و الأهم من بين 77 شخصية راغبة في الترشح) من سباق رئاسيات 4 جويلية، فضلا عن رفض الشعب لتنظيم هذا الإستحقاق الإنتخابي تحت إشراف رموز النظام السابق أو “العصابات” كما بات متداولا وسط الجزائريين، ضف إلى ذلك عدم إيداع أي مترشح ملفه إلى حد الساعة لدى المجلس الدستوري رغم أن الآجال القانونية أغلقت منتصف ليل أمس، كلها عوامل تلوح ببوادر تأجيل حتمي للرئاسيات، و هو ما يرتقب أن يعلن عنه المجلس الدستور في الساعات القليلة القادمة.