تعيش بلدية أولاد رحمون وما تضمه من مداشر وقرى حالة لا متناهية من مظاهر العزلة الناجمة عن الوضعية المزرية للحالة المعيشية الصعبة التي يشتكي منها السكان، جراء تهميشهم من قبل السلطات المحلية والهيئات المعنية وحرمانهم من أغلب حقوق التنمية الاجتماعية منذ سنوات الاستعمار، مثلما هو الحال في كفرية لعزيز بلقاسم التي تقع على حدود «القراح» والتي تضم أزيد من 700 عائلة، والتي تعود بنشأتها إلى سنوات الاستعمار، إلا أنها لا تزال تواكب ظروفا اجتماعية قاسية وكأن سكانها ليسوا من البشر المعاصرين. في ظل غياب مشاريع التنمية والتهيئة الحضرية يعيش سكان المنطقة في ملل دائم مكلل بقساوة العيش الذي فرضه المسؤولون عليهم، وقد ندد العشرات منهم من الحالة التي تتحول إليها منطقتهم خلال فصل الشتاء باعتبارها منطقة باردة وماطرة، الأمر الذي يؤدي إلى تحول طرقاتها إلى برك وأوحال، وبالرغم من المناشدات والرسائل التي وجهت إلى الهيئات الوصية إلا أنه لا حياة لمن تنادي. وبالإضافة إلى جملة هذه المنغصات يتفاقم على المنطقة مشكل تسرب المياه القذرة وانتشار الروائح الكريهة نظرا لمجاورتها للوادي والناجمة عن الأوساخ المنزلية والفضلات الحيوانية، وكذا خروج الحيوانات الزاحفة والطائرة، وكلها مظاهر تعكس مستوى العيش المتدني للسكان. منطقة حجاج بشير هي الأخرى لازالت تعاني منذ قرابة 30 سنة حياة بدائية والتخلف التي يطبعها الإهمال والعزلة من قبل السلطات التي لم تعر أي اهتمام لأزيد من 100 عائلة، يتخبط أفرادها في عديد المشاكل والنقائص التي لم يعد بمقدورهم التعايش معها. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة المعزولة واقعة بين ولايتي قسنطينة وأم البواقي، وقد سئم سكانها من اقتصار منتخبيها على الوعود الكاذبة خلال الزيارات القليلة التي يخصونهم بها خلال الحملات الانتخابية، حيث لم تحض المنطقة بالتفاتة فعلية منذ نشأتها سنة 1981، ويتجلى ذلك واضحا في طريقة عيش شبابها الخانقة وحياة سكانها الصعبة، في ظل انعدام الأماكن الترفيهية والمساحات الخضراء والمرافق العمومية، وكذا تفشي ظاهرة البطالة التي فاقت نسبتها ال 80 بالمائة، ومشاكل أخرى لم تشفع للمنطقة لتفوز ولو بقدر قليل من الاهتمام في زمن التقدم والازدهار والوفرة في الدخل الوطني العام. ملفات طالبي العمل محجوز عليها في أدراج النسيان يعد مشكل البطالة ببلدية أولاد رحمون أحد منغّصات الحياة لشباب المنطقة الذين يحمل أغلبهم شهادات جامعية عليا، الأمر الذي دفع بهم إلى العمل خارج مجال اختصاصاتهم كممارسة الأعمال الحرة، وفي ورشات البناء دون الاستفادة من مناصب عمل دائمة من شأنها الحفاظ على كرامتهم وضمان وتيرة عيش طبيعية كسائر قرنائهم في أماكن أخرى. وقد أفصح عن حدة استيائهم من تجذر أصحاب الكراسي الذين هرموا في بعض المناصب بأعلى المراكز دون التزحزح وإعطاء الشباب الفرصة لحمل المشعل وإثبات أنفسهم ووجودهم على اعتبار أنهم الأجدر بفهم معطيات العصر، منددين بتلك الوعود الزائفة والتطمينات البالية التي طال أمدها ليجد العديد منهم أنفسهم في فترة الكهولة دون الظفر بمناصب عمل، حيث أغلق على ملفاتهم المتضمنة طلبات العمل في أدراج النسيان بعدما أكل عليها الدهر وشرب في ظل الحقرة والوساطة وانتشار ظاهرة المعريفة في توزيع واحتلال المناصب الشاغرة. نظافة منعدمة والبلدية في قفص الاتهام أصبح مشكل انعدام النظافة ببلدية أولاد رحمون شغل المواطنين الشاغل وسبب استيائهم، نظرا لتراكم القمامة وتجمعها لأيام عديدة بالقرب من سكناتهم الاجتماعية، وقد أصبح منظرها كديكور مألوف في ظل خدمات عمال النظافة المنعدمة تماما أو خروج شاحنات جمع القمامة ب «المعريفة» - كما عبر عن ذلك بعض المواطنين - خاصة خلال أيام الحر المساعدة على انتشار البعوض والحشرات الضارة. ولهذا السبب ناشد سكان المنطقة المصالح البلدية القيام بعملها ورفع أكوام القمامة المتراكمة خاصة خلال شهر رمضان، وذلك بشكل يومي الشيء الذي يرسخ المنظر اللائق للبلدية ويضمن سلامة وراحة المواطن. توزيع عشوائي للمشاريع أكد العديد من المواطنين القاطنين ببلدية أولاد رحمون وقوع منطقتهم وما جاورها من قرى ومشاتي ضحية التجسيد العشوائي للمشاريع دون دراسة جدية، وكذا التماطل في اتخاذ القرارات والمخططات التي من شأنها رفع الغبن عن المواطنين، ولذلك ناشد هؤلاء من جهة أخرى السلطات لتحقيق التفاتة جدية تكون بداية عن طريق التدخل العاجل لوالي الولاية من أجل الوقوف على حقيقة واقع المناطق المهمشة والمنسية بولاية قسنطينة.