كشفت الجامعة الصيفية التي كانت مبرمجة لاحتضان الأضلاع الثلاثة للتكتل الأخضر، أمس، بوادر أزمة داخل الائتلاف الإسلامي المذكور، حيث غاب كل من أبو جرة سلطاني و فاتح ربيعي رئيسا حركتي السلم والنهضة عن فعالياتها، ما فجّر جملة من التساؤلات عن سرّ اكتفاء “حملاوي عكوشي” رئيس حركة الإصلاح بتحويل الجامعة لفائدة مؤيديه فحسب. ويرى متتبعون للوضع أن الغياب الملّغز لسلطاني و ربيعي عن أشغال الجامعة الصيفية التي احتضنها مخيم فارس ببومرداس، يعكس انشطارا بين الأضلاع الثلاثة للتكتل، بعدما كان يُفترض أن يتطرق الموعد إلى حسم ملف المحليات ورهان القوائم الموحّدة. وجاء الذي حصل ليكشف الستار عن الخلاف الذي أفرزته نتائج التشريعيات الأخيرة بين القادة الثلاث للتكتل الأخضر الذي فوجئ نشطاء ومتتبعو الساحة السياسية المحلية مؤخرا ببداية ظهور تصدعات على مستوى قواعده الداخلية على غرار الانسحاب المفاجئ لعمر غول من كنف “حمس” ومبادرته بتشكيل حزبه الجديد “تاج”. وقال عبد الرحمان سعيدي نائب رئيس حركة مجتمع السلم في تصريح ل “لسلام”، أنّ تشكيلته كلّفت لجنة خاصة على مستوى الحزب لرصد وبحث مستجدات الساحة السياسية المحلية تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب بخصوص المشاركة في المحليات المقبلة من عدمها، مؤكدا في السياق ذاته غياب القرار النهائي والحاسم لمشاركة التكتل بقوائم موحدة أو منفصلة في استحقاق ال 29 نوفمبر القادم. وقال سعيدي: “حاليا كل حزب يعمل على دراسة أوضاعه الخاصة و معاينة التطورات الحاصلة سياسيا على حدا للخروج بقرار خاص، وعليه كل حزب حر في قرارته الخاصة بعيدا عن كنف التكتل”، هذا في وقت كان قد أكد فيه حملاوي عكوشي رئيس حركة الإصلاح الوطني وقوف قادة التكتل على قرار مبدأي يقول بدخول المحليات بقوائم موحدة في حال قرر مجلس الشورى المشاركة فيها، وهو ما يؤكد مزاعم المتتبعين القائلة بقرب نهاية قصة ما يسمى “بالتكتل الأخضر”، الأمر الذي دعمه فاتح ربيعي رئيس حركة النهضة الذي كان قد رحب في تصريحات صحفية بفكرة المشاركة في حكومة وفاق، و هو ما يتنافى جملة وتفصيلا مع ما أقرته قيادة “حمس” المصرة على مقاطعة الحكومة الجديدة. وفي سياق متصل لم يستبعد “محمد حديبي” الناطق الرسمي باسم حركة النهضة في حديثه أمس مع “السلام”، أن يكون عكوشي قد عرض فكرة اجتماع رفيقيه في التكتل تحت كنف جامعته الصيفية الجارية أشغالها حاليا ولم تتوج الفكرة بالقبول