الآلاف يجددون في مسيرات حاشدة المطالبة برحيل كل الباءات إستعاد الحراك الشعبي في جمعته ال 20 التي تزامنت والإحتفال بالذكرى ال 57 لعيدي الإستقلال والشباب، عنفوانه وشغفه اللذان غابا عنه في الجمعات الأخيرة، حيث خرج الجزائريون بقوة في مسيرات حاشدة عبر مختلف ربوع الوطن جددوا من خلالها تمسكهم بمطلب رحيل كل الباءات في إطار مسعى التغيير الجذري للنظام. خرج آلاف المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن في مسيرات الجمعة 20 التي كانت المناسبة المزدوجة لعيدي الإستقلال والشباب، حافزا للجزائريين من أجل تسجيل حضور قوي فيها مقارنة بالجمعات الأخيرة الماضية، وردد المتظاهرون خلالها شعارات تؤكد تمسكهم بمطلب التغيير الجذري للنظام، وبداية عهد جديد تكون فيه الكلمة للشعب وحده دون غيره، أبرزها “الحكومة بركاي من اللعب المادة 7 السلطة للشعب”، “روحوا بعدونا لا بدوي لا بن صالح هذا الشعب هو الصالح”، “حرية حرية مطالبنا شرعية .. حرية حرية عصابة فرنسية”، “لا إنتخابات تحت إشراف العصابات”. سيول بشرية تحدت حرارة الطقس والرطوبة العالية، قدمت من مختلف نواحي العاصمة للمطالبة في مسيرة صاخبة إنطلقت من البريد المركزي صوب ساحة موريس أودان، حمل فيها بن يوسف ملوك، مفجر فضيحة المجاهدين المزيفين على الأكتاف، برحيل النظام الفاسد وكل رموزه وللتعبير عن رفض إنتخابات يشرف عليها بقايا النظام، مطالبين بإطلاق سراح المحبوسين ظلما، في مقدمتهم الشبان الذين رفعوا الراية الأمازيغية، والمجاهد لخضر بورقعة، رافعين صورهم ولافتات دونوا عليها مطالبهم، ورددوا شعار “الشهداء ربي يرحمهم”، كما بادر شباب بإرتداء قمصان مكتوب عليها “الحرية للمجاهد لخضر بورقعة”، بالإضافة إلى رفع لافتات كبيرة كتب عليها “نطالب بإطلاق سراح أسد الثورة المجاهد لخضر بورقعة”، وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات عدة في هذا الصدد على غرار “يا عميروش يا الحواس بورقعة في الحراش”، “ليبيري ليبيري بورقعة”، وهو ما أبرز حجم التعاطف الكبير الذي يلقاه بورقعة، الذي أمر قاضي التحقيق بمحكمة بئر مراد رايس، الخميس الماضي بإيداعه الحبس المؤقت بعدما وجهت له تهم إهانة هيئة نظامية وإضعاف الروح المعنوية للجيش، وفي خضم ذلك قامت قوات الأمن التي كانت حاضرة بقوة في مختلف شوارع العاصمة، بتوقيف عدد من المتظاهرين في ساحة البريد المركزي. كعادتهما سجلت كل من جميلة بوحيرد، وشقيقة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي، مشاركتهما في المسيرة 20 للحراك الشعبي، التي تقاسمتا خلالها مشاعر الفخر والإعتزاز مع الشعب الجزائري الذي يحتفل بالذكرى ال 57 لعيدي الإستقلال والشباب. مشاعر إنتماء ووطنية وحس بالمسؤولية حيال الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد حملها الجزائريون في صدورهم و عقولهم و عبروا عنها في مسيرات أمس بمختلف الولايات، ففي ولاية الشلف على سبيل المثال لا الحصر، خرج السكان بكثافة للمشاركة في المسيرة رقم 20 لتأكيد إصرارهم على ضرورة التغيير الحقيقي برحيل جميع رموز النظام الفاسد وإعادة بناء الدولة الجزائرية بسواعد أبنائها المخلصين عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها هيئة وطنية مستقلة لتنظيمها وإعلان نتائجها، وردد “الحراكيون” الشلفاوة عدة شعارات منها “سلمية سلمية مسيرة خمسة جويلية”، “كل جمعة خارجين والعلامات مرفوعين وربي يحفظنا من العين” ماراناش خايفين في المسيرة رقم عشرين”، “أمانة الشهداء أوفياء لها”، “يا العصابة والفتوا غير التحواس راهم حلولكم لحباس”، كما لم تمنع الحرارة الشديدة ظهيرة أمس بسعيدة المئات من المواطنين من مختلف الأعمار من التظاهر لتأكيد إصرارهم على مطلب إبعاد ما تبقى من رموز النظام البوتفليقي في مقدمتهم عبد القادر بن صالح، ونور الدين بدوي، والتأسيس لدولة مدنية،وردد المتظاهرون هتافات “ما كاش انتخابات يا عصابات”، ما كاش انتخابات حتى يرحلوا الباءات”، سيستام Degage” و”دولة مدنية ماشي عسكرية”. نفس الأجواء صنعها مواطنو مختلف الولايات والمطالب ذاتها رفعت في كل أنحاء الوطن، على غرار ما حدث في البليدة، تيبازة، وهران، مستغانم، غيليزان، المسيلة، تلمسان، قسنطينة، عنابة، باتنة، الجلفة، وطبعا في برج بوعريريج، وكذا بجاية، والبويرة، فضلا عن تيزي وزو.