“سبيشل وان” افريقيا أو غورديولا العرب يعيد الاعتبار للمدرب المحلي جمال بلماضي، سبيشل وان إفريقيا أو غوارديولا العرب والجزائر اختلفت التسميات ولكن إجماع حاصل على انه كلمة السر في نجاحات المنتخب الوطني الجزائري في آخر 10 أشهر بدون منازع ومهندس التأهل التاريخي للخضر إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية المقامة بمصر، أين سيضرب رفقاء محرز موعدًا ناريًا مع نظيرهم السنغالي، يوم الجمعة المقبل، على ملعب القاهرة الدولي بحثا عن العودة بالتاج الثاني من ارض الفراعنة. وقبل 10 أشهر من الآن كان أشد المتفائلين في الجزائر يمني النفس فقط بتأهل الخضر لنهائيات الطبعة ال32 من الكان واجتياز الدور الأول على الأقل لكن تغيّر هذا التفكير وبدأ الحلم يكبر فور وصول بلماضي الذي يعتبره كثيرون بمثابة هدية الله للجزائريين العاشقين للمنتخب الوطني خاصة بعد 4 سنوات عجاف تشارك عدة مدربين في تحطيم ما بناه البوسني وحيد حاليلوزيتش مع رفقاء فيغولي وأوصلهم لإسالة العرق البارد لبطلة العالم ألمانيا في مونديال 2014، على غرار راييفاتس الصربي وليكنس البلجيكي وألكاراز الاسباني وماجر الجزائري، حيث أن خطاب بلماضي المعروف كنجم سابق في المنتخب الوطني ومرسيليا الفرنسي والجديد في عالم التدريب في الخليج الذي قال إنه جاء لبناء منتخب ينافس على اللقب القاري لم يصدقه إلا قليلون وتأكد منه الجميع عند أول مباراة في الكان أمام كينيا وآمنوا به لحظة قطع محاربي الصحراء ليلة، أول أمس تذكرة العبور للمباراة النهائية بعد الفوز 2-1 على نيجيريا، فيما تغلب منتخب السنغال بهدف دون رد أمام تونس. بن العمري وقديورة من الرهانات الرابحة والجميل في قصة بلماضي مع الخضر أنه نجح في كسب عدة رهانات وأعاد الاعتبار للمدرب المحلي خاصة بعدما وصلت للحضيض مع رابح ماجر أسطورة الكرة الجزائرية كلاعب والسيء جدا جدا كمدرب، فالبرغم من تعرضه لانتقادات لاذعة قبل البطولة، وخاصة عندما استدعى لاعبين تدور حولهم الشكوك حول ضعف مستواهم على غرار جمال بن العمري الذي مباشرة بعد تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر، قام بلماضي باستدعائه ومنحه الفرصة التي حرم منها منذ 2011 لما كان متألقا كقائد للمنتخب الاولمبي لكن مدافع الشباب السعودي قدم مستويات مميزة في بطولة أمم أفريقيا، وكان من أسباب قوة المنتخب الجزائري على مستوى الدفاع، بفضل جودة اللاعب وقوته البدنية ونفس الامر بالنسبة لعدلان قديورة من أكثر اللاعبين الجزائريين حصولًا على الانتقادات قبل الكان، حيث استغرب البعض، استدعاء بلماضي له لكن قديورة أثبت نفسه قبل البطولة بانطلاقه مبكرا في التحضير وفي الكان حين نجح في رد الاعتبار أمام الانتقادات التي طالته، ليقود منتخب بلاده إلى نهائي المسابقة. بلايلي المفاجأة ولم يقتصر نجاح بلماضي على الثنائي سابق الذكر فقد وضع بلماضي، ثقته في يوسف بلايلي نجم الترجي الرياضي التونسي، وفضله على بعض النجوم كياسين براهيمي ، ليشارك بشكل أساسي مع محاربي الصحراء، واستغرب البعض، تفكير بلماضي في الاعتماد على بلايلي، لكن اللاعب أثبت جدارته بهذه الثقة التي حصل عليها من المدرب دون نسيان اختياره التربص في قطر وغلق المباريات الودية هناك لكن في النهاية النتائج تقف الى جانبه وجعلت العدو قبل الصديق يرفعون له القبعة. رفع رفقة سيسي أسهم مدربي القارة السمراء وجاء تأهل الخضر ليثبت تفوق المدرب المحلي سواء بالنسبة لتاريخ انجازات الجزائر في الكان حيث يبقى اللقب الوحيد من صناعة المرحوم كرمالي عام 1990 أو بالنسبة لمدربي القارة في هذه النسخة باعتبار أن مدرب السنغال اليو سيسي محلي هو الآخر فالثنائي جمال بلماضي سيسيه تفوقا على عدد كبير من المدربين القادمين من أوروبا وأمريكا الجنوبية فرغم أن البطولة بدأت بوجود 10 مدربين محليين فقط، مقابل 14 أجنبياً، إلا أن النهائي ينشطه مدربان محليان.