لم تعكس النسبة التي تحصل عليها حزب جبهة العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية للعاشر ماي 2012 الطموح الذي كان يصبو إليه رئيس الجبهة، السيد عبد الله جاب الله، الذي كان يتوقع حصد عدد لابأس به من المقاعد مقارنة بالحماس الكبير الذي دخل به معترك هذه التشريعيات. ويبدو أن النتائج التي تحصلت عليها جبهة العدالة والتنمية حديثة النشأة ثالث تشكيلة سياسية أسسها جاب الله وهي سبعة مقاعد في المجلس الشعبي الوطني المقبل بمقعد واحد للمرأة، لم تكن في مستوى آمال وطموحات هذا الأخير الذي دخل الحملة الانتخابية ل 15 أفريل الماضي بثقة وعزم كبيرين أملا في الخروج بنتائج مرضية تعكس قوة التجمعات الشعبية التي كان ينشطها السيد جاب الله عبر مختلف ولايات القطر الوطني. ويظهر جليا أن النتائج النهائية التي أفرزتها صناديق الاقتراع تعكس بشكل حقيقي المكانة التي تحظى بها الجبهة لدى الهيئة الناخبة وهو ما يؤكد استبعاد أي مؤشر للتزوير أو التلاعب بالأصوات، مثلما أكده المراقبون الأجانب الذين أشادوا بالسير الحسن لعملية الاقتراع. وقد سجلت الجبهة بحصولها على النتيجة المذكورة تقدما ملحوظا مقارنة بالنتائج التي تحصل عليها السيد جاب الله رئيس حركة الإصلاح الوطني في الانتخابات التشريعية لسنة ,2007 لكنها تبقى -حسب قراءة أولية- بعيدة عن الطموح السياسي الذي كشف عنه في خطاباته خلال التجمعات الشعبية عبر الولايات. وفي هذا الإطار، اعتبر المكلف بالإعلام على مستوى الحزب السيد أحمد قريشي أن هذه النتيجة لا تعكس المكانة الحقيقية لجبهة العدالة والتنمية، التي استطاعت في وقت قصير جدا كسب ثقة المواطنين وتحقيق الالتفاف الشعبي لبرنامجها الانتخابي طيلة 20 يوما من عمر الحملة الانتخابية، مكتفيا فقط بالتوضيح أن الآمال كانت جد كبيرة في تحصيل أكبر عدد من المقاعد. كما استغرب المتحدث الحصول على هذه المرتبة التي قال عنها إنها لا تعكس الوجه الحقيقي للجبهة رغم حداثة نشأتها كتشكيلة جديدة في الساحة السياسية. يذكر أن جبهة العدالة والتنمية تحصلت على المرتبة الثامنة في الترتيب النهائي للأحزاب المشاركة في الاستحقاقات التشريعية لل 10 ماي 2012 بسبعة مقاعد منها واحد للمرأة، حسبما أعلن عنه أمس وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد دحو ولد قابلية في ندوة صحفية.