يتقاسم سكان بلدية المرسى وضعا معيشيا صعبا ومزريا دون أن تلتف الجهات الوصية المحلية لمعاناتهم رغم عديد الشكاوى التي تتكرر “لكن لا حياة لمن تنادي"، كما يردد ممثلو السكان الذين قطعوا الأمل من تغيير أوضاعهم. “السلام" تنقلت إلى هذه البلدية السياحية لنقل صرخات الغلابى. تقع بلدية المرسى في أقصى شمال ولاية سكيكدة، في الحدود مع دائرة برحال . بن عزوز وكذا دائرة شطايبي تابعة إداريا إلى بن عزوز، تبعد عنها بحوالي 50 كلم وتبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 106 كلم يقدر عدد سكانها ب7000 نسمة، مما يستوجب على المسؤولين أن يولوهم اهتماما كبيرا في المجالات التي سنعرضها خلال هذه الالتفاتة، ففي مجال السكن تعاني البلدية من نقص فادح في الحصص المبرمجة التي تكاد تكون منعدمة، وحسب المعلومات التي استقيناها من السكان فان القطاع يعاني من فوضى كبيرة وعارمة شانه شان كل مناطق القطر الجزائري، حيث وحسب السكان فان توزيع الحصص السكنية الجاهزة يتم بطرق ملتوية ومبهمة ومخالفة للنصوص القانونية باعتماد المحاباة والمحسوبية معربين عن استيائهم الكبير مما أسموه بالفساد الإداري، أما فما يخص توزيع العقارات والأراضي المخصصة للبناء فقد كان اكبر مجال تضررت منه البلدية إذ أصبح حسب السكان مجالا لتبييض الأموال لبعض من قالوا عنهم إنهم عصابات البيروقراطية السلبية خلال العشرية الماضية، وفي هذا الصدد طالب القاطنون بضرورة توجيه الحصص السكنية القادمة إلى مستحقيها الفعليين عملا بالقانون دون محسوبية ولا محاباة. واقع قطاع التربية كارثي ومن ناحية التعليم يعاني سكان المرسى من نقص كبير في المرافق التعليمية والمؤسسات التربوية والمكتبات المساعدة على المطالعة، والبحث في المجال الدراسي وكذا انعدام التدفئة التي كان من المفترض إن تكون قد عممت منذ مدة على جميع المستويات الدراسية البلدية وفي نادرة لا تحتوي على ثانوية مما يضطر التلاميذ إلى التنقل إلى عزابة، والتي تبعد عن المرسى بأكثر من 75 كلم بغية تكميل المسار الدراسي، وهنا تبدأ حكاية التلاميذ مع التسرب المدرسي واضمحلال فكرة التعليم العالي فهل ستجلي السلطات 350 تلميذ في الطور الثانوي من التسرب الظاهرة الخطيرة التي تنخر صفوفهم في صمت فهل ستلتفت أكاديمية سكيكدة إلى الوضع. أداء الصيادين تراجع!! يمارس معظم الشباب البطال مهنة الصيد بطرق بدائية جدا لاعتبرها الملاذ الرئيسي لهم، إلا أنهم أصبحوا يعانون في الآونة الأخيرة من نقص فادح في المردود أمام قلة الإمكانيات مع الغلاء الفاحش لأدوات الصيد وقطع الغيار وغيرها من المستلزمات، ولانه المصدر الرئيسي بنسبة 70 بالمائة فان ضيق الميناء اثار استياء كبيرا لدى الشباب الذين يتزاحمون منذ الصباح على الميناء الذي لا يلبي التزايد على المهنة، ويطالبون بضرورة الاستفادة عن قريب من مشروع توسيع لفائدة شباب المرسى وذلكم اضعف الإيمان، ورغم أن النتاج ضعيف إلا إنهم يعانون من ما تفرضه عليهم مديرية الضرائب التي تصب عليهم الغرامات صبا، كما يعد مشكل عدم توفر الميناء على محطة لضخ البنزين عويصا لديهم لانهم يضطرون إلى جلب المازوت من البلديات المجاورة رغم ما في ذلك من مخاطر، المسؤول لا يزال في منأى عنها مع العلم إن هناك محطة كانت تعمل ولكنها توقفت عن العمل منذ حوالي سنة لمشاكل بين مالكها والمؤسسة المسؤولة عنها. الصحة مريضة.. والوزير مطلوب الصحة حدث ولا حرج، إذ يعاني السكان في مجال الخدمات الصحية معانات بالجملة الأخيرة التي تكاد منعدمة وفي الحقيقة تتوفر المرسى على عيادة متعددة الخدمات لا تقدم شيئا تتكون من 3 طوابق الا إنها جسد بلا روح، ولا تتوفر العيادة على مصلحة توليد فهل تلد نساء المرسى على الأرصفة والطرقات؟ وفي الفترة القصيرة الماضية وضعت امرأة حملها التوأم في الطريق فعلا وتوفي التوأمان قبل الوصول إلى عمار شطايبي التي تبعد عن المرسى بازيد من 25 كلم، مع العلم أيضا إن العيادة لا تتوفر على سيارة إسعاف وربما يكون حالها حال مستشفى تمالوس الذي ينقل مرضاه باكسبراس، وكشف السكان عن امر يوصف بالتعدي على الهيئات الرسمية للدولة، إذ أنهم قالوا إن الطابق الأول للعيادة يتحول صيفا الى فنق للاصطياف فهل سينظر إلى هذه القضية المعنيون بالأمر. مطالبة بفتح فرع للضمان الاجتماعي ومن بين المشاكل التي تعاني منها المرسى ومن ثمة السكان عدم وجود مكتب للضمان الاجتماعي بالبلدية، مما يتوجب على المواطن قطع مسافة أكثر عن 40 كلم من اجل دفع الوصفات الطبية لدى دائرة بن عزوز، رغم انه من السهل فتح مكتب وانهاء المعانات ويعانون أيضا من عدم وجود مكتب لسونا لغاز والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي دون ادنى الحلول، إلى جانب التذبذب الكبير في توزيع المياه الشروب خاصة بعد ربط البلدية بخط الماء المتوجه إلى دائرة شطايبي والذي لايصلح للشرب حسب السكان بسبب ذوقه غير المستصاغ وكذا لونه غير الصافي، غاز المدينة هو الآخر المعضلة التي يواجهها السكان كل فصل شتاء فهل ستتنفس المرسى بعد هذا الصعداء.