تختتم فعاليات تظاهرة “قراءة في احتفال” الثقافية التي تحتضن مجرياتها مديرية الثقافة في وهران، مساء اليوم الأحد، في جل ولايات الوطن، هادفة بالدرجة الأولى إلى غرس ثقافة القراءة والمطالعة لدى فئة الأطفال، إلى جانب غاية أسمى يتوخاها المنظمون من هذه الفعاليات تتمثل في ترغيب الأطفال في مطالعة الكتب والتعود على الغوص في المعاني التي تحملها. رغم كون المبادرة مناسباتية كما عبر لنا عن ذلك بعض الأولياء الذين رافقوا أبناءهم، إلا أن تزامنها هذا العام مع الدخول المدرسي وتقاطعها معه فسر الانخفاض الملحوظ لنسبة الإقبال من طرف البراعم الصغيرة قياسا بما عرفته التظاهرة في أسبوعها الأول. إشراك المنتخبين فعالية وديمومة وشدّد هؤلاء على مسؤولي البلديات والهيئات الثقافية والجمعيات النشطة في الحقل الثقافي العمل على جعل مهرجانات مشابهة محط الأنظار ومدعاة للاحتفال، لتشجيع المقروئية لدى الجيل الصاعد جعلها عادة انطلاقا من اعتبارها مسؤولية البلديات بالدرجة الأولى، ولا يمكن لوزارة الثقافة أن تأخذ على عاتقها تفعيل نشاطاتها في كل منطقة بشكل دائم. وفي المحصلة أمور كهذه يجدر أن تحملها البلديات على عاتقها وليس وزارة الثقافة التي تمنح الدعم والتسهيلات، فزمام المبادرة والخطوة الأولى يجب أن تأتي تلقائيا من رؤساء البلديات، خاصة أن الدولة لا تبخل في تقديم الدعم المالي من أجل تجسيد منجزات ثقافية من هذا النوع. فضول طفولي كبير شهدت باحة حديقة دار الثقافة بوهران مكان سير فعاليات مهرجان “القراءة في احتفال” إقبالا كبيرا منذ الأيام الأولى لانطلاقها، -وعلى ما يبدو- فإن فضول الأطفال جرهم للتوافد بكثرة نحوها للاطلاع عن كثب على فحوى برامجها وقد صرح المشرفون والقائمون على التنشيط بمختلف الورشات التي أقيمت بالمناسبة أنهم لمسوا خلال الأسبوع الأول من التظاهرة غياب حس المطالعة لدى أغلب الأطفال المشاركين، حيث يتهافت معظمهم على ورشة الرسم دون الورشات الأخرى، لكن هذا لم يمنع من سماح التظاهرة باكتشاف مواهب عديدة تبرز مدى فطنة الطفل الذي يعد بالكثير لو وجد الدعم والتحفيز، والذي لن يكتشف إلا بتنظيم تظاهرات كهذه تسمح له بإطلاق العنان لمخيلته المليئة بالأفكار والإبداعات البريئة، غير أن حلول الدخول المدرسي قلل بكثير من نسبة الإقبال، وعبر لنا بعض الأولياء عن تمنياتهم في اختيار موعد أنسب لتنظيم هذه التظاهرة مع بداية العطلة الصيفية أو العطل المدرسية. 500 عنوان في متناول البراعم تعرف التظاهرة تنوعا كبيرا في العناوين حيث تجاوزت 500 عنوان على مستوى كل مركز من المراكز الأربعة، تنوعت موضوعاتها بين العلمية، الدينية، التاريخية، وأخرى اختصت بالخوض في الثقافة العامة، كما لم تغفل بعض الكتب المدرسية التي يحتاجها الطفل في مشواره الدراسي، وبما أن الطبعة تحمل شعار الاحتفال الخمسين بذكرى استقلال البلاد فقد خصصت عددا من العناوين تتحدث عن الثورة المجيدة وأبطالها، وحتى لا يشعر المطالع الصغير بالملل أدرجت ضمن قائمة العناوين المعروضة بعض الكتب الترفيهية.. ولم تتخذ حسب القائمين على الفعاليات منهجية محددة لاختيار عناوين معينة بل تم جلبها بطريقة عفوية مع التركيز على التنوع، وستمنح بعضا من هذه الكتب كجوائز تحفيزية للأطفال الفائزين في مختلف المسابقات في حفل الاختتام الرسمي للتظاهرة. للتذكير، انطلقت تظاهرة “قراءة في احتفال” رسميا منذ الفاتح من الشهر الحالي بوهران، على غرار ولايات الوطن عدا ولايات الجنوب التي أجل موعد افتتاحها إلى غاية شهر نوفمبر المقبل نظرا لخصوصية المناخ بالمنطقة.